2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

نيتانياهو والمحكمة.. وبدايات العقوبات

الثلاثاء 21 من شوال 1445 هــ
العدد 50184
أن يكون بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء، والعسكريون الإسرائيليون، أو المسئولون فى الديمقراطية المزعومة، أو الوحيدة فى الشرق الأوسط- تحت الملاحقة الدولية فى المحكمة الجنائية الدولية- فتلك سابقة مهمة، وخطيرة للمستقبل على النطاق العالمى، فها هى عملية الاحتلال ضد غزة التى دخلت شهرها السابع قد أثبتت للعسكريين الإسرائيليين حماقة الادعاء- رغم التدمير، والإبادة- أنها من الممكن أن تحقق النصر المطلق، بل أصبح واضحا أن العقوبات التى تلاحقها تعنى بدايات جديدة من أمريكا، حيث قررت استخدام أدوات قانونية، وهى تعتبر جذرية فى السياسة تجاه إسرائيل، لتخلق سياسات جديدة تجاه الفلسطينيين.

ولعلى هنا أشير إلى العقوبات التى أقرتها الإدارة الأمريكية تجاه كتيبة «نيتسح يهودا» التى وُصفت بأنها تفتح الباب لمطاردة نيتانياهو نفسه، فلا يمكن للجنائية الدولية أن تصدر مذكرة توقيف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى من دون موافقة الأمريكيين، وكانت تغريدة نيتانياهو قد سبقت قرار الاعتقال بأسبوع لتقطع الطريق عليه، لكن السابقة، وما يدور فى الكواليس، أظهرا للعلن أن الامتياز الإسرائيلى لدى أمريكيين اهتز، وأن هناك عدم ثقة فى واشنطن فى النظام القضائى العسكرى للجيش الاسرائيلى، وأن معاملة الجيش الإسرائيلى تغيرت، وتنطبق عليه العقوبات التى تطبق على جيوش العالم الثالث.

بنيامين نيتانياهو فى حرب غزة لم يغير إسرائيل من الداخل، ولم يغير أمريكا نفسها، والعالم معا فقط، بل سقط بامتياز هذه المرة، حيث لم تنفعه تلمذته على يد زئيف جابوتينسكى، صاحب النظريات العنصرية ضد الفلسطينيين وتاريخهم، وقد سقط ابن السكرتير الشخصى لجابوتينسكى لتسقط معه كل أدبيات الفكر الصهيونى التحريضى، وها هو «حفار القبور» يلقى جزاءه التاريخى، ويدفع ثمن إجهاض «أوسلو»، والإطاحة بإرث إسحاق رابين الذى اغتيل فى عام ١٩٩٥ على يد متطرف من جماعة نيتانياهو باسم إيجال عامير، وإذا أقدم على ما يُسمى « أم المعارك» (رفح) لكى يلعب بها فى الانتخابات الأمريكية المقبلة- فسيكون السقطة الكبرى فى تاريخه.

أعتقد أن الأشهر المقبلة حُبلى بالمفاجآت، وتحمل الكثير فى ملفات إسرائيل، وفلسطين، والشرق الأوسط.. وإن غدا لناظره قريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى