الكونجرس يفضح نيتانياهو!

السبت 21 من محرم 1446 هــ
العدد 50272
استمع النواب الأمريكيون فى الكونجرس إلى بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، وهو فى أضعف حالاته، حيث قدم نيتانياهو خطابا هزليا استعراضيا كان واضحا فيه التلفيق، والغريب أننا شاهدنا السادة النواب يصفقون أكثر مما يسمعون، وإذا حللنا ذلك بوضوح فسنجد أن المنتصر لا يحتاج إلى أن يؤكد انتصاره، لكن نيتانياهو بين الفقرة والأخرى كان يؤكد أنه ينتصر على المدنيين والأطفال، رغم أنه يهدم، ويقتل، ويشرد، ويعتقل!
لقد ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى واشنطن وفى يده قرار من الكنيست بنهب وسرقة ما تبقى من أرض فلسطين، بل رفض قيام أى نوع من أنواع الدولة الفلسطينية، وتصور نيتانياهو أنه بهذا القرار يصفع محكمة العدل الدولية فى حكمها القانونى، والتاريخى، الذى صدر بشأن الأراضى المحتلة فى الضفة، والقدس، وغزة، حيث قضت المحكمة بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، وعدم مشروعية الاحتلال فى أى ممارسات بالأراضى المحتلة، بل طالبت المحكمة بإزالة المستوطنات، وإنهاء الاحتلال، كما طالبت الأمم المتحدة، والدول، والمنظمات باتخاذ التدابير لإنهاء هذا الوضع، أما ما فعله الكونجرس الأمريكى فإننى أرى أنه يحتفل بمجرم حرب يداه ملطختان بدماء الأطفال، والمدنيين على مرأى، ومسمع من العالم.
نحن أمام جريمة إبادة جماعية للشعب الفلسطينى (آلاف الجرحى والمعتقلين، ونحو 40 ألف شهيد، وملايين الجوعى، والمشردين)، ومع ذلك تصور نيتانياهو أن خطابه الملىء بالتضليل، وقلب الحقائق، والشعبوية المطعمة بالمصطلحات الدينية (التوراتية) التى تتفق مع رؤى الإنجيليين الباحثين عن الخلاص- سيغير الحقائق على الأرض، وهذا لم ولن يحدث، كما يتصور أن خطابه الدعائى سيعمل على تحسين صورته، وصورة إسرائيل، رغم أن صور الشهداء من الأطفال، والمدنيين على كل الشاشات.
لقد أخذ نيتانياهو فرصة متفوقا على «تشرشل» فى أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن الدنيا تغيرت، حيث فشل سيد الكاميرا، ولغة الجسد لم تسعفه، والتأثير الذى تركه أكد جريمته ولم ينفها.. إذن نحن لسنا أمام مجرم فقط، بل كذاب أشر فضح إسرائيل أمام الكونجرس، وعرّى النواب الأمريكيين الذين يصفقون ولا يسمعون، بل كشف زيف ديمقراطية واشنطن.