2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حادث مجدل شمس

الثلاثاء 24 من محرم 1446 هــ
العدد 50275
فجر حادث الصاروخ الذى أُطلق على قرية «مجدل شمس» فى هضبة الجولان السورية المحتلة، والذى قتل 12 طفلا، وأصاب 40 مأساتنا العربية الكارثية التى نعيشها منذ نحو 10 أشهر، وهى مذبحة إسرائيل الكبرى لأهالينا فى غزة، والتى يندى لها جبين البشرية، مع انهيار أجمل مدن البحر المتوسط (غزة)، حيث أصبحت ركاما، وتحتاج إلى ما يقرب من 15 عاما لرفعها، ويكفيهم فخرا أنهم برغم الهجمات الوحشية التى استهدفت تهجيرهم فإنهم تمسكوا بأرضهم وهم يموتون، ومشردون بلا طعام، أو سكن، أو ماء.

لقد تهافت رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير دفاعه، ورئيس أركانه، على أهالى «مجدل شمس»، والذين قالوا إنهم سوف ينتقمون مِن الذى أطلق الصاروخ، فى محاولة خادعة أنهم يسبغون الحماية على الأطفال، وهم قتلتهم، بل قتلة الحياة نفسها، بالأراضى العربية المحتلة، حيث يزعمون أن حزب الله مَن أطلق الصاروخ، كاشفين عن أنه من نوع «فلق-1» برأس حربى يزن نحو 53 كيلو جراما، وهذا النوع من الصواريخ الذى يملكه حزب الله مصدره إيران، برغم أن حزب الله نفى أى صلة له بالحادث، لكن الإسرائيليين يبحثون عن كبش فداء لإنقاذ نيتانياهو، وفى سبيل ذلك يتم الانتقام من حزب الله الذى يبادلهم الهجمات من آن لآخر، وتحطيم جنوب لبنان، والدليل أنه عندما تساءل الجمهور المتابع للحادث: لماذا لم تفعلوا الإنذار المبكر الذى يطلق دوما فى حوادث أقل بكثير من حادث مجدل شمس؟.. يبرر الإسرائيليون أنهم لم يأخذوا الوقت الكافى للدفاع نظرا للمسافة القصيرة التى قطعها الصاروخ، كما كان هناك سؤال آخر: لماذا لم تعترض القبة الحديدية الصاروخ؟.. فيقولون إن السبب هو التضاريس المعقدة، وبالتالى فإن لكل سؤال جوابا إسرائيليا ساذجا، وتبريرا هزليا، ومضحكا.

لا أصدق أن حزب الله، أو حماس أطلقت صاروخ مجدل شمس ، ولا أثق فى تحقيقات إسرائيل فى هذا الحادث، وسوف تكشف الأيام أنها من أحدث ألاعيب المخابرات الاسرائيلية، فى محاولة لتبييض وجهها أمام العالم بعد أن انكشفت كل دعاواهم، وأساليبهم الإجرامية فى قتل الفلسطينيين، وتفجير الحياة فى الأوساط العربية لصناعة الكراهية، وحماية الحكومة المتطرفة فى إسرائيل التى لا تعيش إلا على دماء الأطفال العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى