مفاوضات الفرصة الأخيرة!

الأحد 13 من صفر 1446 هــ
العدد 50294
سيظل العالم يترقب المفاوضات بين الدوحة والقاهرة للوصول إلى هدنة بين الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة فى غزة بعد 10 شهور، فقلوبنا معلقة، ودعاؤنا سيظل يرسل إشارات إلى أصحاب القرار فى تل أبيب: متى التوقف؟.. وقد دخلت المنطقة، والعالم كله، معكم مرحلة مظلمة، كما وصفها فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بدقة. إن العالم كله يحيط بالمتفاوضين، سواء الاحتلال والمقاومة، أو الوسطاء، وهدفه أننا أمام علامة فارقة، أو مروعة، للعالم، فهل ينتبهون؟، وقد هز وجدانى طلب منظمة الصحة العالمية إنقاذ أكثر من 640 ألف طفل فلسطينى من شلل الأطفال الذى تسلل واكتسح غزة عبر مياه الصرف الصحى، وعاد متوحشا لا يهدد غزة وحدها، بل يهدد إسرائيل، ومنطقة الشرق الأوسط، وبعودة هذا الشبح الذى كاد يختفى يريدون مهلة 7 أيام لتعقيم هذا اللقاح حتى لا يصيب جيلا كاملا بهذا الشلل، فهل يقبل نيتانياهو وسموتريتش ذلك؟.. وهل تتجاوز المفاوضات عُقدة وزير المالية الإسرائيلى الذى رفض دعوة واشنطن حتى للتفاوض، والتى وصفها بأنها تُعرض إسرائيل للخطر؟!. أعتقد أن هذه المفاوضات أحاطتها دول العالم مجتمعة باهتمامها، وقد وصل أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، إلى إسرائيل ليشارك فى الجزء الأخير، ويعلنها صراحة أنه لم يعد فى إمكانها التهرب من الالتزامات الخاصة بالمفاوضات، وعودة المحتجزين، وأن ما يُطرح، حسب مشروع بايدن والتحسينات التى طرأت عليه، يجعل حكومة إسرائيل فى موقف صعب أمام شعبها، بل أمام العالم كله، ولأول مرة يكون موجودا ديفيد لامى، وزير خارجية بريطانيا، وسيجورنيه، نظيره الفرنسى، فى رحلة دبلوماسية مشتركة تقودهما إلى الأراضى المحتلة، ويسبقان مباحثاتهما مع الإسرائيليين بتصريح لافت بأنهما «ذهبا ليس لاستقرار إسرائيل، وفلسطين، والشرق الأوسط فقط، بل موجودان كذلك ليبحثا عن استقرار العالم كله».
إننى أرى أن ما يحدث الآن هو مفاوضات الفرصة الأخيرة لوضع حد لحرب خرجت عن كل المألوف، لدرجة أنها منذ أن اندلعت وحتى الآن كل يوم هناك مجزرة إنسانية مروعة، حيث المعدل اليومى للضحايا الفلسطينيين وصل إلى 130 شخصا بعد أن تجاوز العدد 40 ألفا غير المفقودين، وهم ضحايا كذلك، و200 ألف مصاب، وأكثر من مليونى مشرد بلا أى فرص للنجاة.