2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

معضلات حول المفاوضات

الثلاثاء 15 من صفر 1446 هــ
العدد 50296
تُستكمل هذا الأسبوع بالقاهرة المفاوضات حول وقف حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة التى مازالت معقدة، ومتشابكة، ومتداخلة إلى حد كبير لوجود أطراف عدة تُمسك بخيوطها، بل تتحكم فيها. أعتقد أن وقف هذه الحرب، والوصول إلى اتفاقيات مرتقبة، هو الأقرب، حتى الآن، إلى الدور المصرى الفاعل، والمؤثر فى مجرياتها، بحسم ووضوح لا حد له فى إدارة معبر رفح، وممرىّ «صلاح الدين» (فيلادلفيا)، و«مفرق الشهداء» (نتساريم)، وعليه فإن خطط نيتانياهو لن تصلح مع ممر «نتساريم» على الإطلاق، وأنه يجب أن ينسحب من هناك، وأن يحترم اتفاقيات المعابر الملزمة التى أُبرمت عام 2005 عقب انسحاب إسرائيل من غزة، وأن وجود الإسرائيليين على المعابر يعنى أنه لن يكون هناك سلام، بل انتهاك للاتفاقيات فى هذه المنطقة، لذلك يجب استعادة العمل فى معبر رفح، بل تسهيل إدارة المعبر من الجانب الفلسطينى، ومن الضرورى احترام التأكيد المصرى بعدم وجود الجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا، لأن معبر رفح مسألة مصرية – فلسطينية، وكان تأكيد الوسطاء الثلاثة (مصر وقطر وأمريكا) أن الوجود بهذه المنطقة لا يقبل أنصاف الحلول، وكان محورا فيلادلفيا ونتساريم محل نقاش الحشد الدبلوماسى الأمريكى، والأوروبى فى المنطقة، فى وجود وزير الخارجية أنتونى بلينكن، ورئيس المخابرات الأمريكية، والمبعوثين الكبار، بل تدخل فيه الرئيس جو بايدن بنفسه لتسهيل الاتفاق المرتقب، ومن المنتظر أن تُجرى مباحثات حول المعابر (مصرية – إسرائيلية – أمريكية)، و(مصرية – فلسطينية) متوازية مع مباحثات القاهرة. لقد جرت المباحثات الراهنة فى وضع إقليمى غير مسبوق يحذر الجميع، ولايزال، من انفلاته، حيث إسرائيل صاحبة المواقف المتناقضة، وحماس صاحبة الهواجس المتزايدة، كما أن هناك إيران على الخط، وحزب الله، والجبهة اللبنانية المشتعلة، وكلتا الجبهتين تبحث عن الثأر المنتظر، وتلوذ بحرب غزة التى أصبحت خسائرها لا تتحملها المنطقة أمام العالم، وقد جرت المباحثات، ومازالت تجرى، تحت ستار حشد عسكرى أمريكى لم يشهده الشرق الأوسط منذ حرب العراق 2003، وفى الوقت نفسه حشد دبلوماسى، وسياسى لا نظير له أوروبيا وأمريكيا، لأن كل الأطراف لا تريد اشتعال هذه المنطقة فى هذا الظرف الزمنى، وبعد أطول حرب إسرائيلية – فلسطينية فى تاريخ الصراع الطويل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى