2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المتحف الكبير.. و«كلب» الهرم!

الخميس 21 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50361
فى الوقت الذى بدأت فيه مصر افتتاح أحد أهم، وأعظم إنجازاتها الحديثة (المتحف الكبير) الذى يكرس هويتنا الثقافية الممتدة عبر الأجيال، والذى يقدم حدثا حضاريا، وثقافيا، وترفيهيا، وعالميا متكاملا، يحمل الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث والحضارة المصرية القديمة (مشروع القرن، أكبر متحف فى العالم)- تظهر كل يوم قصة مصرية لتكون (تريند) فى كل الميديا يُعرّف الناس بحضارتنا، ومتحفنا درة التاج المصرى المعاصر. إن المتحف فى موقعه المتميز يطل على أهرامات الجيزة التى تخطف العالم فى كل مكان، وقد استمتعت بقصة طريفة مفادها أن شركات السياحة العالمية تعلن أنها تنظم رحلات سياحية للهرم، وتدعو زوارها للاستمتاع بالغداء على سفح الأهرامات، وسيكون فى استقبالها ليس أبوالهول الشامخ، وتوت عنخ آمون، ومتحف مصر العملاق بمحتوياته التى تخلب العقول، ولكن الكلب البلدى الذى استطاع تَسلُق الهرم بنفسه، وأصبح (تريند) فى كل العالم.. إذن نحن أمام عالم مجنون تسوقه التريندات، وملوك التسويق الجدد مختلفون عن الشركات القديمة التى كنا نحاول تقليدها، فالشركات الجديدة تملك «نيوهاو» مختلفة قد لا نعرفها، ولذلك أدعو المتحف المصرى ورئيسه، وهو شخصية متميزة (أحمد غنيم) لأن يفكر بطريقة مختلفة، ويدعو عقولا جديدة للتسويق للمتحف الجديد.

لقد أحسنت المذيعة منى الشاذلى عندما استضافت الكلب البلدى فى برنامجها لتجرى وراء التريند المختلف، وقد تناول زميل بصحيفة «الأخبار» أوصاف الكلب البلدى الذى تسلقًُ الهرم، فقال إن صنفه نوعان، منهما نوع سرقته إسرائيل، وسجلته باسمها، وتنتجه، وتبيعه لزبائنها، والنوع الآخر مازال يجرى فى شوارع القاهرة لم يسجله أحد، ودعت الدولة للاهتمام بتسجيله، فلماذا لا نضع كل المزايا أمام السائحين لندفعهم إلى زيارة مصر ليروا المتحف، وشرم الشيخ، ومدينة العلمين الجديدة، وتلك فرصة لتنويع البرامج السياحية، ومزج الثقافة مع الأنماط السياحية الكبرى، مما يعطى دفعة هائلة للنشاط الاقتصادى، والسياحى، والعقارى لمصر؟، ولماذا لا نختار أمهر المسوقين، والشركات المحلية للدعاية والتسويق لهذا الحدث الذى يملك كل مقومات إبهار العالم، ولكننا ننتظر فرصة التسويق التى تأتى مصادفة، وقد لا نعرف معناها، مثل الكلب البلدى الذى تسلق الهرم، وأصبح «التريند حول العالم»؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى