مفاجأة أكتوبر..!

الثلاثاء 26 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50366
تُعرف مفاجأة أكتوبر فى قاموس الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأنها حدث سياسي، واقتصادى جلل، أو فضيحة تنال من شخصية أحد المرشحين تحدث فى نهاية أكتوبر، حين تبلغ الحملات الانتخابية ذروتها قبل ميعادها ( 5 نوفمبر)، وهناك سابقون خسروا الانتخابات فى الدقيقة، أو المربع الأخير، فمثلا شريط بن لادن عزز بوش الثاني، وخسارة هيلارى كلينتون كانت بسبب رسالة، وكارتر خسر بسبب رهائن إيران لمصلحة ريجان، أما مفاجآة أكتوبر هذا العام فقد مرت بهدوء، وهى الضربة الإسرائيلية لإيران، والتى لا نعرف تأثيرها حتى الآن على الانتخابات الأمريكية، ومن الفائز؟!، وقد تبدو مفاجأة غير مؤثرة على الحزبين المتنافسين الجمهورى  والديمقراطي.

لقد تعب النظام الأمريكى الانتخابى فى انتخابات هذا العام ليحافظ على المهرجان، لأن ألوانه كثيرة، فالانتخابات الأمريكية حالة عالمية بكل ما تعنيه الكلمة، وأيا كان الفائز من المتنافسين فإن النظام الانتخابي، واستطلاعات الرأي، وحشد المجتمع حتى النفس الأخير فى هذا المهرجان- هى الأهم من الفائز، بل الفائز الأصلي، ولذلك أقول لكل المتابعين لهذا الحشد العالمي: لا تتأثروا كثيرا، فأيا كان الفائز فإن المهرجان نجح حتى النفس الأخير، ورغم أن طرفى الصراع (ترامب وهاريس) مختلفان تماما، فإن الأول جاء من مجتمع الأعمال والإعلام، ولكنه استطاع أن يصبح الحاكم بأمره فى هذا الحزب العريق، وبالرغم من القضايا العديدة التى تلاحقه فقد استطاع فى هذه الانتخابات أن يحقق سابقة تاريخية، وإذا فاز فى الانتخابات فسيكون الرئيس الثانى الذى يتولى الرئاسة الثانية فى دورتين غير متصلتين، وكان الأول فى القرن الـ«19» الرئيس كليفلاند، كما أن الرئيس ترامب هو الأكبر سنا (79 عاما)، وإذا فاز فإن ذلك سيعنى أمريكا البيضاء غير ملونة، أما غريمته فإن سوابقها كثيرة، فهى نائبة الرئيس الأولى فى تاريخ أمريكا، وإذا فازت فستكون أول امرأة، والأهم أنها ملونة من والدها الكاريبى (جامايكا)، وأمها الهندية، أول سيدة وثانى ملونة، بعد أوباما، تفوز بالبيت الأبيض، ولم تكن سياسية بل كانت أول نائب عام حقوقية فى كاليفورنيا، ومع ذلك لم يتوقف السؤال: من سيفوز؟.. وهذا هو سر الخلطة الأمريكية، أو انتخابات كل 4 سنوات هى الأولى جذبا لاهتمام العالم، والفائز هو مؤسسات الانتخابات، أو النظام الأمريكي.