2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المصريون.. واحتفالات المولد النبوى

الخميس 16 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50326
على مدى التاريخ الحديث كان احتفال مصر (الدولة والشعب) بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، حدثا مميزا، وفريدا، على كل صعيد، ومختلفا عن أى دولة عربية أو إسلامية، وكل مصرى ومصرية يشارك فى الاحتفال بالمولد النبوى على طريقته، حتى أطفالنا يفرحون بـ«عروسة المولد»، و«الحصان» حيث لا يتخلف أب عن تقديمهما لأطفاله فى هذا اليوم المبارك، حتى يُدخل عليهم الفرحة، ويشاركوا فيه، ويتجذر معه حبهم لنبى الرحمة، وينتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر كل عام.

لقد كان الاحتفال هذا العام مميزا للغاية، وقد استقبله المصريون بالكثير من السعادة والاهتمام، لأنه أصبح لديهم احتفال شعبى ورسمى معا، اتسم بتقاليد مميزة للغاية، يتقدمها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى مهنئا، ومبرزا المعانى الإنسانية، والمنظومة الأخلاقية الموجودة فى رسولنا الكريم، والتى انطلق منها سيادته إلى أهم موضوع يشغل باله، وهو بناء الإنسان بناء أخلاقيا، وعلميا، وثقافيا، ومعرفيا من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة التى تتسق مع نشر الفكر الإسلامى الوسطى الذى يميز مصر، ولعل أول ترجمة للقرآن الكريم بالإنجليزية تعكس هذا التطور الفعال فى النشر، كما كانت كلمة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى الاحتفال، كعادته، عميقة، ومؤثرة، وهزت وجدان المسلمين فى مصر والعالم، ولمست شغافنا جميعا، خاصة عندما تحدث عن خُلق الرسول الكريم، وكذلك حديث الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذى قدم نموذجا فريدا فى الاحتفال قولا وعملا بأخلاق الإسلام، وتقاليده، بعد أن حمل الملف الذى يحوى كلمة شيخ الأزهر مصطحبا الإمام الأكبر من مقعده حتى المنصة، واستحق تقدير الحضور بالتصفيق الحاد ليعود ويصطحب الشيخ الطيب إلى مقعده، وتلك صورة نادرة افتقدناها طويلا، وهى ما سماه الدكتور الأزهرى «الاصطفاف وراء مؤسسة الأزهر»، كما يهفو الوجدان المصرى الحقيقى الذى يريد وحدة المؤسسة الدينية وراء أهدافها، وقيمها.

وأخيرا، فإن احتفال هذا العام جعلنى أتذكر الزيارات المتتابعة لوزراء الحكومة، عقب تشكيلها، إلى شيخ الأزهر، ووجدت أن هناك صحوة دينية فى مصر يقودها الأزهر والأوقاف لتجعل من المسجد أداة تعليم، وتدريب، وبناء الإنسان المصرى وفق أسس صحية جديدة، ومختلفة، ليكون قادرا على الإنتاج، والمشاركة فى تغيير شكل مصر، وتقدمها بين الأمم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى