2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

صبايا العنب.. وسنترال رمسيس.. وما بينهما!

السبت 17 من محرم 1447 هــ
العدد 50622
مازال دخان حريق سنترال رمسيس لم يبرد حتى الآن.. عندما ننظر من شبابيك «الأهرام» يطاردنا الدخان، وقد خطفنى مقال فى «الأهرام» للدكتور بهجت قرني، الكاتب العميق، صاحب الجملة الجميلة، والكلمة المبهرة، جاء فى سياقه عن ضحايا «صبايا العنب»، القاتل اليومى فى شوارع وطرق مصر، أن الكثير من الخبراء رأوا أن التأثير الكبير الذى شهدته مدن الجمهورية، خاصة العاصمة، بعد الحريق، بالشلل فى الاتصالات الذى انتاب الكثير من البنوك، والبورصة، والأعمال اليومية- بسبب «المركزية المقيتة» التى تعتبر خطأ استراتيجيا مدمرا يجب أن ننتبه إليه فى العصر الرقمي، فهو نقطة ضعف يجب مراجعتها عند تصميم الشبكات، كما أن حوادث الطرق التى تتلاحق حتى أغلق السيد الرئيس بنفسه الطريق الإقليمي، تستدعى منا جميعا وقفة؛ إننا فى حاجة إلى تعظيم «اللامركزية» فى كل حياتنا، وأن انتظار القرار من أعلى سلطة فى زمن تشابكت فيه الأحداث، وأصبحت سريعة- يجب أن نتعلم منه دروس حياتنا، ونتغير تماما، لأن المستقبل سيحمل كثيرا من الأخطاء التى قد تحدث كوارث عظيمة، ومن مستصغر الشرر، ما لم نتعلم.

ففى حريق السنترال كانت النيران فى جزء صغير فى أعلى المبني، ولو حدث تحرك أسرع، ونحن فى زمن الاتصالات السريعة، واستخدام التكنولوجيا بشكل أفضل- كان من الممكن أن نتلافى تصاعد الحريق بين المبنيين فى دقائق سريعة، كما أننا فى زمن الإطفاء بالأساليب الحديثة.. صحيح يجب أن نشيد بشجاعة أبطالنا فى الخدمة المدنية الذين تحركوا بسرعة، وألقوا بأنفسهم فى النيران، وهناك منهم شهداء ومصابون، لكن لى تساؤل: لماذا لم تتحرك طائرة صغيرة، أو المطافى الطائرة، ولتكن «مُسيِّرة»، داخل النيران لتطفئها، هل مازالت هذه التكنولوجيا لم تدخل الخدمة المدنية؟

أما ضحايا العنب، أو «صبايا العنب»، فإن المقال أوحى إليّ بأنه يقدم أحد صناعى التماثيل برسم نحتي، أو جدارية، نضعها فى مكان الحادث بصور الفتيات حتى تذكرنا دوما بالإهمال القاتل للطريق بسبب سيطرة «المركزية» على قراراتنا، لنقوم بتغييرها، وليتحمل كل فرد منا مسئولياته حتى لا تتكرر هذه الحوادث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى