2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

صيحة «حجازى»..!

الأحد 19 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50329
احتفلت «الأهرام» بعيد ميلاد شاعر العربية الأول، وشيخ الشعراء المصريين والعرب، أحمد عبدالمعطى حجازى، احتفالا مهيبا لأعرق مؤسسات الفكر والإعلام، ببلوغ شاعرنا الكبير عامه التسعين، أطال الله عمره، وأمده بالبريق، وجوهر الفكر، وسحر الكلام (شعرا ونثرا)، وتلك مبادرة تستحق أن نشكر عليها مؤسستنا، خاصة رئيس مجلس إدارتها الدكتور محمد فايز فرحات، ورئيس تحريرها الأستاذ ماجد منير. أعتقد أن حوارات، ومناقشات الشعراء تختلف عن أى حوار آخر، لأن كلماتهم، وقصائدهم تستند إلى الإلهام، ويُجَوِّدها التزاوج بين العقل المبدع، وما تنسجه الروح من الإلهام، وقديما قالوا «الشعر أبوالفنون»، بل بوتقة، أو جامع الجوامع، والعرب هم آباء الشعر، ولغتهم هى سيدته.. لا يتفوق عليهم أحد، لأن العربية أم اللغات، وإذا كان الشعر يتراجع لدى المتذوقين فى عالمنا الآن، فمازال الشعراء يُبدعون جيلا وراء جيل، والتنوع فى الفنون، والإبداع يتطور، حيث لا تُهزم الكلمة ومحتواها، خاصة إذا كانت شعرا صادقا، من روحٍ وعقلٍ معا، ولكن غياب الشعر، وتذوقه مؤشر على غياب الثقافة، ونحن نريد، كما قال شاعرنا (حجازى)، أن نوطنها فى مصر، لأن مصر، فى تعريف شاعرنا الكبير، هى الثقافة، والثقافة هى مصر، وتلك كانت صيحة شاعرنا أحمد عبد المعطى حجازى فى عيد ميلاده التسعين، والتى وجدت تجاوب الشعراء، فصاحوا معه: «ليست تاريخا، أو فكرا، أو شعرا فقط، بل نحن أمام بداية جديدة». لقد حلّقت الندوة فى خيال الكثيرين، وسعدت بأننى شاركت فيها مع عقول كبار تعرف معنى القيم الإنسانية، وتكريم الرواد، والمبدعين، ونحلم معهم بعالم جديد، تحرسه الثقافة، والفنون بكل أشكالها، فتلك هى مصر التى نعرفها، وإذا وضعنا الثقافة كقيمة فسوف تتطور من حولنا كل القيم الأخرى، بل تسود الأخلاق، وتتقدم الشعوب، وتلك كانت قصة هذا اللقاء المهم بين الشاعر والأهراميين، والمثقفين، والشعراء المصريين، الذين هم أحفاد أحمد شوقى، أمير الشعراء، وأبناء حجازى، فإمارة الشعر التى بدأها شوقى، وحافظ، لم تنضب، ومازالت موجودة فى مصر، وها هو حجازى يرفعها عالية، ويسير بأبنائه من خلفه، ومعهم الشعراء الذين أصبحوا كبارا الآن، فكل عام وشاعرنا الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى بخير، ونقول له، كما قال الشعراء، بداية جديدة، وأهرامنا بأبنائها، وشبابها بخير، وتتجدد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى