«حلم إفريقيا» فى واشنطن..!

السبت 23 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49684
أكملت مصر مهمتها مع إفريقيا، التى حملها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى فترة رئاسة الاتحاد الإفريقى التى كانت أكثر أعوام إفريقيا التصاقا بالعالم، والتى امتدت خلال قمة «المناخ» فى شرم الشيخ، التى مثلت فيها مصر كل القارة الإفريقية، والمتضررين من التطورات المناخية عبر توفير التمويل للشعوب المتضررة، وصولا إلى قمة إفريقيا فى واشنطن.
إن إفريقيا فى حاجة ملحة إلى مشروع كبير لتأسيس البنية التحتية فى أسرع قارات العالم نموا، ويعيش فيها خُمس سكان العالم ( ١٫٧ مليار نسمة)، كما أن
إفريقيا أصبحت ساحة لتحديات النظام الدولى (زحمة المشروعات المتطلعة إليها)، ومصر هى الدولة القادرة على إدارة مفاوضات متعددة الأطراف، شبيهة بما حدث فى قمة المناخ، لتوفير احتياجات إفريقيا من الغذاء، والطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة، كما يجب أن تكون حركة الاقتصاد بين أمريكا وشعوب وحكومات القارة فى الاتجاهين، فإذا كانت أمريكا تحتاج إلى الكثير من ثروات إفريقيا من المعادن اللازمة للصناعات الحيوية، والذكاء الاصطناعى، فإن الأفارقة أصبحوا واعين لما يحتاجونه من أمريكا من مساعدات فى نقل، وتوطين التكنولوجيا، وتشجيع الشركات الكبرى على الاستثمار فى بلادهم، ومساعدة دول القارة فى بناء مؤسسات، وتأسيس بنية تحتية، وشركات قائدة تكون قادرة على إدارة عملية النمو، ورفع مستوى المعيشة، أى أن الحلم الإفريقى يجب أن يلتقى الحلم الأمريكى فى إنقاذ القارة عبر المساعدات فى المجالات التقنية، والتكنولوجية، وتطوير آليات الإنتاج، وإطلاق مشروع كبير للبنية التحتية ينقل حال القارة إلى وضع أفضل فى المستويات الاقتصادية.
مصر هى الدولة القائدة التى تستطيع قيادة ودف!ع المجال الحيوى الاقتصادى، والثقافى، والفكرى الذى يساعد على وضع القارة فى موقع أفضل على خريطة الاقتصاد العالمى، وكانت كلمة الرئيس السيسى أمام القمة تحمل هذه الإشارات بوضوح على أهمية دمج إفريقيا فى الاقتصاد العالمى، وأن تساعد أمريكا إفريقيا فى ملفات مهمة (الغذاء، والطاقة، والمناخ، وحل مشكلات التنمية، والاستثمارات، والديون).
رؤية مصر تجاه إفريقيا تجعل الجميع، من خلال التعاون، والاستثمار المشترك، يبنى شبكة إنقاذ للاقتصادات الإفريقية، والاقتصاد العالمى.