2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أبلة فضيلة.. «أمنا»!

الأحد 4 من رمضان 1444 هــ
العدد 49783
صوت الإذاعة المصرية العظيم، أو رسالتها لأطفالنا.. هكذا كانت أبلة فضيلة، والإذاعى الشهير محمد محمود شعبان (بابا شارو)، فقد صنعا معًا عقولنا منذ الخمسينيات، وكنا نجرى وراء برنامج «مع أبلة فضيلة»، حيث يفرح الأطفال، ويتعلمون، ويمرحون.

لقد ظلت الإذاعية فضيلة توفيق (٤ أبريل ١٩٢٩- ٢٣مارس ٢٠٢٣) موجودة ٧ عقود متتابعة، وبرامجها حتى القديمة طازجة، وتصلح لأطفالنا اليوم، وغدا.

أى مزاج، وموهبة خلاقة صُنعت فى هذا الزمان، وكونت هذه الشخصيات الفريدة التى شكلت هويتنا، ومزاجنا حتى الآن.. أبلة فضيلة، نسمع عنوان موسيقاها، وبرنامجها من أول الشارع، فنتسابق لنذهب إلى البيت، ونرنو عند الراديو، لنسمع قصصها.

أبلة فضيلة أجمل صوت، بل كانت الأم البديلة لكل الأطفال، مع أمهاتهم تربيهم، وتصبغ عقولهم، لم تتفرغ لتقديم البهجة فقط للأطفال، بل تعلمهم، وهم يفرحون معها.. مدرسة كبيرة فى تربية الأطفال عبر الإذاعة المصرية.

كما تطورت برامجها، وقدمت لأطفالنا كل الرموز.. من عبدالوهاب، ونجيب محفوظ إلى أنيس منصور، وقدمت الشعراء: الشناوى.. وغيرهم.

لم تقدم المطربين، والفنانين، بل قدمت لهم العلماء، والمفكرين.. أبلة فضيلة نافست أستاذها، ومعلمها محمد محمود شعبان (بابا شارو)، وأصبحت مرادفا له على شهرة، وحب، وأمومة الأطفال.

برنامجاها «غنوة وحدوتة»، و«حديث الأطفال» علامتان على طريق تعليم، وجذب الأطفال إلى الميديا، وحكاياتها التى تخلب العقول، وأتذكر أننا كنا نستخدمها فى سهراتنا ونحن أطفال، فقد كانت تملك ناصية الميكروفون، وأحبت الأطفال، فأحبها كل الناس.

أبلة فضيلة (رحمها الله) حدوتة مصرية، وقصة مستمرة فى ضمير كل من سمعها، وعاش على صوتها.. تركت بصمة مستمرة، فلروح أبلة فضيلة، الإنسانة العزيزة، السلام، والسكينة، ولمسيرتها الإذاعية الرائعة كل الاحترام، والتقدير، والمحبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى