2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏رمضان.. المصرى!

السبت 2 من شوال 1444 هــ
العدد 49810
لن أبالغ عندما أصف رمضان هذا العام بـ«الظاهرة المصرية الخالصة»، فقد كان مختلفا إلى حد كبير عن الأعوام السابقة، حيث تحسبنا قبله أنه سيكون مختلفا لأن الارتفاع العالمى للأسعار، خاصة السلع الغذائية والاستهلاكية، كان أكثر مما مر بنا فى تاريخنا، مما يعنى أننا سنتجه إلى التقشف، والتقتير على أنفسنا، وعلى الغير، وكان ذلك رد الفعل الطبيعى، أو المنتظر، لكننا وجدنا رمضان مختلفا، بل كان غنيا، ووفيرا لكل الأسر على اختلاف طبقاتها الاجتماعية، فقد احتفى المصريون (كعادتهم) به أكثر من أى عام آخر، وكأنهم كانوا يقولون للعالم نحن قادرون، ونستطيع أن نعيش معا بمحبة، وإخاء، ورخاء، وبلا خوف من ارتفاع أسعار، أو أزمات اقتصادية تصيبنا من هنا أو هناك.

نعم.. لقد كانت مصر المخبوزة بالمحبة بين كل الناس، والطبقات، والأمل، والتضامن، والروح الحلوة الصافية- تفيض بخيرها على كل أبناء شعبها.. روح مختلفة، ووجبات رمضان الساخنة خرجت من كل البيوت لمن حولها.

كما أن الجمعيات الخيرية لم تكن وحدها التى تتدفق مساعداتها على القرى، والنجوع، ولم تكن الجوامع، والكنائس كذلك وحدها، فقد كانت الوفرة بالملايين، والتدفق بلا حدود، وتصل للجميع، وليس لمن يستحقها فقط، أيضا تدفقت الهدايا الغذائية من قواتنا المسلحة، ووزارة الداخلية بوفرة، كما كانت الشركات، والفنادق موجودة. 

لقد استغربت جدا عندما ركزت السوشيال ميديا على المائدة الشعبية الكبرى المميزة للغاية فى حى المطرية بالقاهرة، وتساءلت: ألم يروا ما يحدث فى الزمالك، والتجمع الخامس، ومصر الجديدة، ومدينة نصر، وحى السيدة زينب، وشارع فيصل، والهرم، وما حول السيدة نفيسة… وغيرها؟.. إنها حالة انتقائية أبرزت جانبا، وأغفلت جوانب أكبر، إنها ظاهرة رمضانية ميزت رمضان ٢٠٢٣ فى كل مدن مصر وقراها.

موائد الرحمن هذا العام كانت ٥ نجوم، وكأنها خيام رمضانية يذهب إليها الأطفال قبل الكبار، فقد كانت موكبا احتفاليا، وطقسا رمضانيا مصريا مختلفا.. لم تكن ظاهرة تكافلية، أو تضامنا بقدر ما كانت ظاهرة اجتماعية احتفالية بروح مختلفة متجددة تسود الآن، وستكبر مع المستقبل الذى يتغير، ويتطور كل يوم فى مصر الاطمئنان، والمحبة، والأمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى