السادات.. والنصر!

الخميس 7 من شوال 1444 هــ
العدد 49815
سيظل تاريخنا محفورا بأحرف من نور، ويدور مع جيشنا العظيم وأبطاله الذين عبروا من الهزيمة إلى النصر فى ١٩٧٣، ولكن عقولنا ستظل كذلك مع البطل الذى منذ اليوم الأول له فى السلطة فى عام 1970، وفى ظل حرب الاستنزاف البطولية، وضع نصب عينيه هدفا لا يحيد عنه، وهو إزالة آثار عدوان ١٩٦٧، وعودة الأراضى المصرية كاملة، والعربية، واستخدام قدرة مصر وتفكيرها الخلاق للوصول إلى هذا اليوم الأسطورى، والنبيل، وعودة الحقوق، والذى تحقق منذ ٤١ عاما عسكريا، وسياسيا، وتحكيميا.
لقد أزالت مصر، وجيشها، وشعبها كل ما علق فى جبين الوطن عندما أُخذ على غِرة فى حرب لم يحاربها، وبلا حرب حقيقية اُحتلت الأرض، ودخلنا حرب١٩٦٧، وأعطينا العدو ما لا يستحقه، ولا نستحقه.
إن الهزيمة لا تعيش إلا إذا عشش الخوف منها فى أذهان الوطن، لكن جيشنا العظيم رفض الهزيمة، وحارب منذ اليوم الأول لها فى استنزاف شجاع، وبطولى، وتجميع معلومات فائقة الجودة، وهزيمة القوات البحرية للعدو، بل إسقاط المدمرة إيلات فى عز عنفوان انتصارهم، والشعب خرج وقرر الحرب، ووقف ملازما لجيشه فى ملحمة مصرية ستظل راسخة فى وجداننا، وتتكرر لتؤكد جدارة المصريين، واستحقاقهم مكانتهم، وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث يتكالب الأعداء، لكن الجيش لا يخرج إلا منتصرا.. يحقق الهدف تلو الآخر، وأصبح لا يزهو، ولا يفاخر، وهو يستحق ذلك، لكن أبطاله عظماء.. يعملون فى صمت، ودراسة.. يعمرون سيناء، ويبنون الجسور بعد العبور (ظلت سيناء محتلة ١٥ عاما كاملة).
لقد صنع الرئيس الراحل أنور السادات النصر، وسار فيه، واليوم الرئيس عبدالفتاح السيسى يعمل، ويبنى، ويتحرك فى هدوء فى مسرح الشرق الأوسط الملىء بالألغام.
إن تجربة التحرير والنصر متكررة، ولعلنا حققنا أهدافنا منها بهدوء، ورؤية، وكذلك عندما ادلهمت الأمور حولنا فى حرب الإرهاب القاسية، أو فى انفجار الأوضاع حولنا فى ليبيا أولا، والسودان حاليا، فمصر، ونسورها، وعيونها تدير معاركها بكل قوة، ولا تسمح بالانكسار، أو الضعف، والهدف واضح، فمثلما كان إزالة آثار العدوان فى سنوات ما بعد ١٩٦٧، فقد أصبح الآن التعمير، وإقامة الدولة المصرية الحديثة باقتدار.