2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

صحفيو ترامب..!

الثلاثاء 4 من رمضان 1446 هــ
العدد 50492
الصحفيون الذين فجروا لقاء ترامب مع زيلينسكى، وجعلوا أمريكا على كل لسان، فى أكبر سقطة فى تاريخ الدولة العريقة فى العالم – ليسوا أفضل الصحفيين الذين يتم اختيارهم دوما لهذه المهام الثقيلة، والمؤثرة، ونستطيع أن نُطلق عليهم «صحفيو ترامب» الذى انتزع البيت الأبيض عُنوة من رابطة المراسلين (سلطة من يغطى نشاطات الرئاسة)، وهذا عمل ضد جوهر الحريات الصحفية فى دولة تفتخر بهذه المكانة عبر الأجيال أمام العالم، بل يتباهى ترامب بأنه صاحب القرار فى هذا الشأن، ووجدت وسائل الإعلام نفسها أمام إعلان مفاجئ بأن جمعية مراسلى البيت الأبيض المستقلة لن تحتكر بعد الآن قرار اختيار أعضاء مجموعة الصحفيين الذين يغطون نشاطات الرئيس فى أماكن مزدحمة عادة تمثل المكتب البيضاوى، وفى طائرة «إير فورس وان»، وتتشارك المواد مع مؤسسات إعلامية أخرى لم تشارك مباشرة. لطالما كانت علاقة ترامب بالإعلام التقليدى والصحفيين مختلفة، وفى أحس الأحوال عدائية، وغير جيدة، وللمرة الأولى منذ عام 1914 يضع البيت الأبيض يده على التنظيم، واختيار الوكالات، والصحفيين المخول دخولهم إلى البيت الأبيض لتغطية الأخبار، أضف إلى ذلك انضمام ماسك إلى مطبخ صنع القرار فى إدارة ترامب، فهو يسعى إلى اختيار الصحفيين الذين يتفقون معه فقط من خلال قراراته وأوامره التنفيذية، وحشد الشخصيات الأكثر ولاء له، ولذلك سعى إلى تغيير بروتوكول معمول به لأكثر من قرن بعد أن كانت تنظمه هيئة مستقلة، فكانت صورة البيت الأبيض، والمسئولين بمن فيهم جى دى فانس، نائب الرئيس، والوزراء، والصحفيون الذى يحاصرون زيلينسكى وكأنهم ذوو صوت واحد، فالصحفى الذين فجر اللقاء الرئاسى بسؤاله عن زى الرئيس الأوكرانى، ولماذا لا يحترم رئيس الولايات المتحدة ويرتدى بذلة بكرافتة، والرجل الذى بلاده فى حالة حرب منذ 3 سنوات رد بكفاءة على السؤال المعيب ودون المستوى، وهنا تفجر اللقاء، ووجدنا شخصا جديدا تماما (زيلينسكى) يكشف الوجه القبيح للحكومة الأمريكية، والصحفيين أمام العالم، والمسئولين الذين احتشدوا لإهانته، ومن هنا ظهر للعالم هشاشة الإعلام الموجه، ورجال ترامب ذوو الصوت الواحد، وعدم قدرته على ترشيد القرار الرئاسى فى لحظة أزمة حادة، ليخرج زيلينسكى ويضع الرئيس متهما وفريقه بعدم اللياقة فى معاملة الضيف، واحترام البيت العريق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى