رسائل إيرانية من قطر

الأربعاء 29 من ذي الحجة 1446 هــ
العدد 50605
ماذا فعلت قطر حتى تُمطر سماؤها بالصواريخ الإيرانية؟ هل هذا ردٌّ إيرانى على أمريكا بحجة وجود القواعد الأمريكية على أراضيها؟ فهل يعطيها ذلك الحق فى ضربها، ردًّا على استهداف منشآتها النووية فى فوردو ونطنز؟ السؤال ستترك إجابته للتاريخ!. الشرق الأوسط الجديد لا ينبغى أن تتحكم فيه لا إسرائيل، ولا تركيا، ولا إيران، بل يجب أن يكون لكل أبنائه، وفى قلبه فلسطين وحق تقرير المصير لشعبها، لا المشروع النووى الإيرانى. فهذه المنطقة عانت كثيرًا، وتحتاج إلى خلق مسار سياسى جديد، وإلا ستصبح الحروب جزءًا أصيلًا من طبيعتها. لابد من الحياة، ولا بد من السياسة عند غروب شمس الحروب، وشروق فجر الأمل. وكفانا الله طوارق الليل والنهار، فليس هناك ما هو أصيل أكثر من حل القضايا التاريخية، والبحث عن نهايات للحروب، وحلول للصراعات. ولعل مصر ستظل تفخر بأنها تقدم لكل مأزق حلوله الحقيقية، تاريخيًا، صنعت السلام، وفتحت للقضية الفلسطينية كل مساراته. لقد كشفت سنوات ما بعد الفوضى الكبرى عن حجم الفراغ السياسى والأخلاقى الذى يعانى منه الإقليم ومع تصدع النظام الدولى، وانكفاء القوى الكبرى، وجدت بعض القوى الإقليمية نفسها أمام فرص للتمدد، دون أن تتوفر لديها شروط المسئولية أو الرؤية الجماعية. لا نريد أن تستمر معاناة الشعوب، وكأن عواصم إسرائيل نفسها تعانى من الحرب الإيرانية. يجب أن يتوقف النزيف الاقتصادى، ويجب أن نُحكِّم العقول، ونتجه إلى مؤتمر دولى لحل مشكلات دول الشرق الأوسط. ويجب أن يكون هناك تعويض لشعوبها عن طول المعاناة. وينبغى أن يتحول المؤتمر المرتقب لحل الدولتين إلى مؤتمر لتعويض الشعب الفلسطينى عن معاناة قرن من الزمان. كما يجب أن تتعلم كل شعوب المنطقة احترام القوانين الدولية وتنفيذها، وأن تُوقن أن القوة لن تفرض سيطرتها إلى الأبد على الشعوب. الحرب المريرة تعلّم الشعوب كيف تخرج منها فالحروب دائمًا، كل من يدخلها خاسر، ولا يحقق شيئًا. وحده الاستقرار، والنمو، والاعتراف بالحقوق المتبادلة، هو طريق الخروج من الحروب وشرورها. وليس من الطبيعى أن تظل منطقتنا عالقة فى حزام الحروب، لأن القضية الفلسطينية لم تأخذ حقها من الاعتراف الدولى، ولم تُجبر إسرائيل على تنفيذ القرارات الأممية التى تعطي هذا الشعب حقه فى الحياة، وإقامة دولته.