الحوار..!

السبت 16 من شوال 1444 هــ
العدد 49824
يصبح الحوار «منصة وطنية» إذا التزم المتحاورون بمصالح الوطن فقط، لأن الحوار ظاهرة صحية مطلقة فى أى مجتمع، وتتحول إلى ظاهرة إيجابية مفعمة بالحب إذا التزم المتحاورون، أو أبناء الوطن حولهم، بالمصالح الوطنية العليا، وبواقعية، وعلم، ورؤية براجماتية، وليس تطلعات شعبوية رخيصة على حساب المصالح العليا.
لكن الحوار ليس للمتحاورين وحدهم، وإنما للمجتمع ككل، وما أنتم أيها المتحاورون إلا عينة ممثلة للمجتمع، وسوف نسمعكم جيدا، فمصر ما بعد ٢٠١١ أصبحت «غير»، وعندما طردت «الإخوان» من السلطة عام ٢٠١٣ أصبحت أقوى، وقادرة، وأكثر بعدا، ورؤية أعمق على فهم مصالحها الآنية، والمستقبلية، وحمايتها، وإذا تطلع بعض المتحاورين إلى خارج حدودنا، أو حتى حول إقليمنا، فبالتأكيد المجتمع سوف يكشفهم، ويرفضهم، أقول ذلك لأن عهدا لايزال قريبا؛ عندما فتح «الإخوان» باب الفوضى على أوسع نطاق ليستغلوه للقفز بميليشياتهم، وجماعتهم المنظمة فى الداخل، وبأموال الخارج، على السلطة، وفتحوا بابا للتدخل الخارجى فى الشأن المصرى، وكان ذلك وبالا على بلدنا، دفعنا فيه من أبنائنا، وأموالنا الكثير لنتخلص منهم، ومن الإرهاب الذى صنعوه، ونشروه فى بر مصر.
إننى أرحب بالحوار الوطنى الذى بدأ، ويتواصل، فى مصر، وسعيد جدا، بل مستبشر به، وأعتبره، برعاية رئيس الدولة، «منصة إيجابية» فعالة تفتح باب المشاركة للمصريين كافة، وتجعلنا جميعا مسئولين عما يحدث فيه، وحوله، ومطالبين بحمايته، والتحمل، ودفع فاتورة الإصلاح، والبناء، والتقدم المأمول، وبناء «الجمهورية الجديدة» التى سوف نزهو لها فى العالمين جميعا أننا شاركنا فى الخروج من المستنقع الذى نصبه لنا الخارج باستخدام «الإخوان» فى الداخل للسيطرة على مقاليدنا، ولم نتوقف عند هذا النصر عن العمل، ونواصل مسار التقدم الذى لا يتوقف، بل اتجهنا نحو هدف سام، ونبيل هو بناء الدولة القوية بأبنائها.
لقد نجحنا فى بناء بنية أساسية، أو تحتية، أو خدمية قوية للاقتصاد المصرى فى مجالات عديدة لا غنى عنها، ولم يتبق أمامنا إلا أن نتشارك جميعا فى بناء بنية أخرى أساسية سياسية، ومؤسسية صلبة تحمى هذا البناء للأجيال القادمة، وتكفل التحرك نحو مستقبل مشرق لكل المصريين.