2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

جوليا ‏تكسب..!

الأثنين 2 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50372
لم تعلن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، لأن الأمريكيين منقسمون بين ترامب وهاريس، وكل اصحاب المصالح السياسية والمالية لا يريدون أن يروا الفارق بينهما، ولكنهم يُغمضون أعينهم، ويحلمون، ويريدون أن يروا انتصارا حاسما واضحا للرئيس القادم تجنبا للمشكلات، والمنازعات، ولكن فى ربع الساعة الأخير كان هناك فيلم قصير (مدته 30 ثانية) يترجم الحالة، خاصة بعد الانقسام الواضح، حتى بين الرجال والنساء، حيث جوليا روبرتس فى فيلم دعائى قصير تطلب من النساء إخفاء أصواتهن عن أزواجهن وهن يصوتنّ لهاريس حفاظا على العلاقات. لقد سحقت جوليا بهذا الإعلان ماسك، حيث لجأ رجل المعلومات وصاحب «إكس» إلى نشر معلومات مضللة لملايين المستخدمين كتلك التى تتعلق بإعصار ميلتون، كما أنفق مبلغا ضخما يتراوح بين 140 و180 مليون دولار لدعم حملة ترامب، ووفقا لآخر تقرير فإن ماسك استخدم نفوذه فى «إكس» لحظر الروابط التى قد تؤثر سلبيا على حملة ترامب، بل أنشأ غرفة حرب فى مدينة بنسلفانيا المحورية لإعادة تنصيب ترامب فى البيت الأبيض، مما جعل الأمريكيين يستغربون من انخراط ماسك بصورة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث، ويشيرون إلى المؤامرات السرية للمليارديرات، وتأثيرهم فى الأحداث العالمية يتم من وراء الكواليس، ولذلك سوف تظل «حملة ماسك» بعد الانتخابات مثار تساؤلات عديدة حول تأثير المال، وملوك الإعلام الجدد، وتأثيرهم مثل كثير من الشخصيات اليمينية البارزة، فى طريقة تفكير الناخبين (مرة أخرى جوليا تكسب)، ورغم أن كتاب الأعمدة وصفوا إعلانها بأنه «متعالٍ» فإنهم يشيرون إلى اتساع الفجوة بين الجنسين تاريخيا، وقد جذبت جوليا معها ليز تشينى، عضو الكونجرس السابقة من الحزب الجمهورى، والتى أيدت هاريس، ودفعت النساء المائلات للحزب الجمهورى إلى التصويت بضمائرهن وعدم الاضطرار إلى قول كلمة لأى شخص. وأخيرا، مازالت الأجواء متوترة فى اتحاد الولايات الخمسين، بينما أدلى 70 مليون أمريكى بأصواتهم بالفعل عبر البريد، أو فى صناديق الاقتراع بشكل مبكر، ولكن الميكنة، وآلة الانتخابات لن تتوقف، وستظل المنافسة محمومة جدا حتى يضع آخر أمريكى صوته فى صناديق الاقتراع غدا (الثلاثاء الكبير)، بينما يتوقع الجميع ألا تظهر بوادر النتائج إلا مطلع أو صباح الخميس المقبل، وستظل المؤشرات تتأرجح بين المرشحين طوال الساعات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى