2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أفراح الصناعة والصناعيين

الخميس 2 من رجب 1446 هــ
العدد 50431
لم تكن أفراح الصناعة بعودة المحلة الكبرى فقط، بل بالتمويل الجديد للشركات المتعثرة.. لقد كانت الفرحة كبيرة بعودة صناعة الغزل والنسيج، ومصانع غزل المحلة بعد تجديدها بمليارات الجنيهات، لتعود لسابق عصرها فى الأربعينيات، وهى صناعة كثيفة العمالة، تفتح بيوت الكثيرين فى ريفنا، ومحافظاتنا المختلفة، وهى من نتاج فكر مؤسس الاقتصاد المصرى الحديث (طلعت حرب) الذى نحتاج العودة إلى تفكيره الصائب، والقديم، فهو صاحب الأيادى البيضاء على الصناعة المصرية، وفاتح الأفق الاقتصادى. إن شركة المحلة عمرها 100 عام، وهى إحدى شركات بنك مصر الذى كانت له أيادٍ فى العديد من المجالات (الصناعة، والزراعة، والثقافة، والمطارات، والموانى، والسينما)، وقد كانت الشركة تمثل 40% من الاقتصاد المصرى، ولم ننس، ويجب ألا ننسى، هذه الصناعة التى مولت إنشاء السد العالى، كما أن منتجاتها ساعدت الدولة فيما بعد حرب الاستنزاف فى الستينيات، حيث كانت منتجات المحلة فخرا للمصريين، أطفالنا، وكبارنا، لعقود عديدة، فقد كانت مصانع المحلة، وكفر الدوار، ودمياط ملحمة كبيرة، وعودتها تمثل حدثا فريدا كبيرا لمصر، فهى مشروع عملاق يعتمد على القطن المصرى طويل التيلة الذى كنا نفخر به دوما، وتقلص هو الآخر دوره فى زراعتنا. كما أن أفراح الصناعة لم تقف عند هذا الحد، والتطور البالغ، رغم أهميته، حيث رصدت الحكومة 30 مليار جنيه تسهيلات تمويلية لقطاع الصناعة، والشركات المتعثرة، وهى مبادرة عملاقة تستحق الاهتمام، وشكر الحكومة عليها، وسيكون لها تأثيرها السحرى على هذا القطاع، ومساندة الشركات الجديدة فى شراء المعدات، وخطوط الإنتاج، كما تستفيد الشركات المنضمة لهذه المبادرة من سعر العائد المدعم البالغ 10% لمدة 5 سنوات، على أن يكون الحد الأقصى لتمويل العميل 75 مليون جنيه، وتحصل على خفض إضافى فى تمويل الفائدة 1% عند زيادة القيمة المضافة، والأهم كذلك فى هذه المبادرة الصندوق الجديد لمساعدة الشركات المتعثرة، الذى سوف يستفيد منه 50% من إجمالى العملاء الصناعيين بتقسيط مديونياتهم لفترة طويلة لإعادة تشغيل مصانعهم، وأخيرا، يبقى أن يسارع الجهاز المصرفى إلى مساعدة الصناعيين، وتسهيل وصول المبادرة الجديدة إليهم، وعدم تعقيدها لإنعاش الأسواق بسرعة، لأن الصناعة هى الحل للاقتصاد المصرى، والتشغيل.. ومبروك للصناعيين الرؤية، والروح الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى