العرب والمحاور

الأثنين 2 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49840
أنهت القمة العربية الـ ٣٢ دورتها، أو اجتماعاتها، فى جدة بالمملكة العربية السعودية، وقد تركت لدى كل عربى، أو عربية، تفاؤلا بمستقبل هذه المنطقة، لأنها بالفعل تستحق أن يكون لها مستقبل، فهى منطقة واعدة فى عالمها.
لقد استطاعت السعودية، الدولة المضيفة، أن تصنع زخما لهذه القمة، حتى لو كان إعلاميا، وقد يكون هناك متغير مهم أمام هذه القمة وهو عودة سوريا، ومشاركة رئيسها بشار الأسد، ولا نستطيع أن نصف هذا الحدث إلا بأنه مفرح للعرب جميعا، إلا أن هناك بعض التحفظات التى كان منها العلنى، والضمنى الذى نستطيع أن نلمسه، أو نقرأه من على بعد، لكن هل تعويم نظام بشار الأسد سوف يحل الأزمة السورية؟.. أعتقد أنه مازالت الإجابة عن هذا السؤال مبكرة، لأن السعودية حلت المعارك عبر نظام المحاور من خلال دعوة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى للتحدث أمام القمة (هو ممثل الغرب)، ووجود الأسد، ممثلا للمحور المقابل، (روسيا وإيران)، فهما لاتزالان حليفين قويين للنظام السورى!
أعتقد أن العرب وقمتهم مازال أمامهم الكثير لحل المسألة السورية التى تتيح للشعب العودة والاستقرار، وللبلد الإعمار، أما بقية القضايا المزمنة مثل قضية العرب الأولى (فلسطين) فإنها مازالت محلك سر، لأن الفلسطينيين لم تحركهم الأحداث الأخيرة خطوة للأمام للاتفاق، والاتحاد، لمواجهة إسرائيل، أو أن المحاور وجدت مسارا للضغط على المجتمع الدولى (أمريكا)، والاحتلال (إسرائيل) لتسهيل الحياة للفلسطينيين على الأقل، وحماية المقدسات (القدس) ومسجدها (الأقصى)، لكننا على الأقل معنا السعودية لم تنضم، ولن تنضم، إلى محور الاتفاقيات الإبراهيمية إلا بضمانات تفرض احترام المبادرة العربية (الأرض، والدولة، والسلام) مقابل (العلاقات).
وبالرغم من أن هناك قمتين عالميتين يتزامن عقدهما مع القمة العربية فى جدة، الأولى للدول السبع الكبرى فى هيروشيما بزعامة أمريكا، والثانية بزعامة الصين، مع دول آسيا الوسطى الخمس، فإن قمة العرب كانت لها رسالة عالمية أيضا استطاعت إبرازها على المسرح الدولى.