2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

التحرك الإفريقى

الثلاثاء 2 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49869
التحرك الإفريقى بين كييف وسان بطرسبورج لوقف الحرب الدائرة فى أوروبا منذ أكثر من عام ونصف العام بوفد رفيع يرأسه رئيس الاتحاد الإفريقى، غزالى عثمان، رئيس جزر القمر، وزعماء جنوب إفريقيا، والسنغال، وزامبيا، وبمشاركة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ممثلا للرئيس عبدالفتاح السيسى، وممثلين على مستوى عالٍ للكونغو، وأوغندا- حدث سياسى، وعالمى رفيع القيمة، والقامة، والتأثير على المسرح الدبلوماسى، سواء نجحت الوساطة فى الدفع بالمفاوضات، أو تأخرت، أو حتى فشلت، لأن إفريقيا غيرت المشهد العالمى بالفعل عقب التحرك، وأبرزت معادلة تاريخية جديدة، لتصبح القارة الإفريقية فاعلا، إن لم تكن إشارة إلى أفرقة العالم. الوفد الإفريقى استقبل الصواريخ، وقنابل النار الروسية، وهو فى كييف، وهتف فيهم الرئيس الأوكرانى: كيف تقف الحرب؟!، وهذه رسالة روسيا لكم مباشرة، والرد جاء منهم، وليس منا، أما فى بطرسبرج، فإن ترحيب الرئيس الروسى بالوفد الإفريقى، والاستماع إليه بدقة، فى إشارة إلى أن السلام ممكن، وأن تحقيقه بالطرق الدبلوماسية مع ضمانات الأمن للجميع ليس مستحيلا، بل إن إعادة الإعمار، ومساعدة ضحايا الحرب من الممكن أن تجد آذانا صاغية تشير إلى أن العالم مازال حيا، وأنه يتأثر بأحوال بعضه، وأن أصوات الدبابات والنيران فى أوروبا وصلت إلى إفريقيا كذلك، وتأثرت بها، خاصة فى أسعار الطاقة، ونقص الحبوب، والأسمدة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كوب- ٢٧ بشرم الشيخ (المؤتمر العالمى الذى نظمته مصر باسم إفريقيا للمناخ) قال لا للحروب، فى حضور أمريكا، والصين، وروسيا، وأوروبا، ودول آسيا، وإفريقيا، والآن يكمل الوفد الإفريقى للوساطة المسيرة والرسالة. إفريقيا صوت العقل، وعقلنة العقول التى ضاعت عند الدول المحورية (أمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا) بحجة عدم الحياد، أو التورط، وتورطت جميعها، ولم تبق إلا فرصة واحدة هى فرصة القوى الإستراتيجية الناعمة التى تمثلها اليوم مبادرة الاتحاد الإفريقى، التى فى ظاهرها البساطة، وفى باطنها القوة الكامنة فى إفريقيا، والقادة الأفارقة الذين ننتظر منهم مبادرات أكثر جرأة لحلحلة قضايانا الإفريقية الماثلة فى السودان، وليبيا، ونزاعات القرن الإفريقى، ودول حوض النيل حول السدود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى