عيدنا الكبير..!

الأربعاء 10 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49877
اليوم عيدنا الكبير (الأضحى) أعاده الله على أمتنا العربية والإسلامية، ومصرنا الحبيبة بالخير والبركات.. وعيد الأضحى هو موعد الحج (الركن الأعظم)، وبالأمس وقف الحجيج على عرفات، ونحن نتطلع جميعا أن نكون مثلهم فى قادم الأيام، وندعو الله الطواف بالكعبة، وزيارة النبى محمد- صلى الله عليه وسلم.
«الأضحى» عيدنا الكبير يأتى بعد العيد الصغير (الفطر)، وأعيادنا فى الإسلام تأتى بعد أداء فريضة، فعيد الفطر يأتى بعد صوم رمضان (فريضة) الذى فيه ليلة القدر التى «تتنزل الملائكة والروح فيها»، والروح هو جبريل عليه السلام، أما الحج (الفريضة الجميلة) فهو عبادة وسياحة، وفيه المؤتمر الإسلامى العظيم، والزيارة المباركة، وفيه أعظم أيام البشرية (عرفات)، يوم لقاء «آدم وحواء» على جبل عرفة، وفيه كذلك جبريل- عليه السلام عرّف إبراهيم (أبوالأنبياء) المناسك، وطاف جبريل، وقبله رفع إبراهيم قواعد الكعبة، وقبله كانت هاجر، وانفجرت ينابيع زمزم تحت قدم النبى إسماعيل.
فى هذا اليوم الأعظم (عرفة) ينزل المولى (عز وجل) نزولا يليق بجلاله، ويقول «يا ملائكتى انظروا إلى عبادى، جاءونى يطلبون رحمتى ومغفرتى، أشهدكم أنى غفرت لهم»، وهذا هو الفرق بين عرفة وليلة القدر، فـ«عرفة» يوم الخالق مباشرة، و«ليلة القدر» الملائكة تنوب فيها عنه سبحانه جل شأنه، وما مر على الشيطان يوم أشد عليه من يوم عرفة، فيقول «أغويهم طوال العام وتغفر لهم فى يوم واحد وكأنهم ما عصوك».
أرأيتم جمال يوم عرفة.. هكذا سيكون يوم لقائنا مع الخالق.. يوم منحنا فيه المولى (فى حياتنا) رؤية مصغرة للغاية إلى يوم اللقاء الأكبر، فهو خلقنا لنعيش، ونعبده.. نحب (خوفا وطمعا)، لكن الحب يسبق، وهذا هو دين الإسلام السمح، فلا تنسوا أنفسكم، وأبناءكم، وآباءكم، ومن تحبون الدعاء لهم، ولكم.
اللهم إنى نويت الإهلال بحج وعمرة، قاصدا التوجه بروحى إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللهم إنى حبسنى القدر، وفقدت الاستطاعة، فلا تحرمنى الأجر بنيتى، والمثوبة.. أنفاسنا، قبل شفاهنا، تنطق «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد.. والنعمة.. لك والملك.. لا شريك لك.. لبيك»..عيد سعيد.