«سيرة» د. مختار خطاب

الأربعاء 7 من صفر 1445 هــ
العدد 49933
هى ليست رواية، أو مسيرة حياة، كما سطرها الوزير الأسبق، وليست تاريخ شخصية مصرية مرموقة فقط، أو السيرة الذاتية لصاحبها الدكتور مختار خطاب، أستاذ الاقتصاد، ووزير قطاع الأعمال العام الأسبق فى حكومة الدكتور عاطف عبيد (١٩٩٩- يوليو ٢٠٠٤)، بل شهادة صادقة من الأستاذ، والوزير القدير عن عصر عاشه، وعن حياة عصامية إلى أقصى درجة من صاحبها، وسطرها بأمانة، وشفافية دقيقة، وصدق بالغ، وصل إلى درجة الصوفية فى التعبير تحت عنوان تشابه أسماء، لدرجة أنك لا تستطيع وأنت تقرأ أن تتوقف، بل تعيد القراءة لأنه يحكى أحداثا عشناها، وتاريخا للوطن سوف يبقى.
لقد وجدت صعوبة فى أن أنقلها كما أريد، وكما تعلمت، أو ألخصها، لأنها كلها تستحق النشر، فليس فيها إطناب، أو لغو، ولا تلخص، بل كلها معلومات كاملة، تصلح مانشيتات صحفية، ولأننى لست مخضرما فى كتابة العمود الصحفى مثل زميلى سليمان جودة فى المصرى اليوم الذى يستطيع أن يخطف جزيئات كاملة، ويكتبها مثل عصامية الوزير، واعتماده على نفسه منذ أن كان طالبا، أو حتى فى عموده الثانى معجزات خطاب الصغيرة، وكلها قدمها الكاتب بذكاء، وحرفية المتمرس فى العمود سنوات طويلة، والتى أحييه عليها، وأثمنها جدا- فإنه لم يمنعنى سبقه لى فى النشر أن أكتب عن هذا الكتاب الفريد، الذى أدعو المهتمين بتاريخ مصر إلى أن يتابعوه، ويحللوه، وليس بقراءة فقط ٢٩ فصلا، ٤٣٧ صفحة، حيث لا تستطيع أن تأخذ شيئا، وتترك الآخر، لأن تاريخ مصر الاقتصادى مكتوب، ومسطر.
الرجل كتب سيرته، وحياته بتواضع، وتجربته فريدة، لدرجة أننى لم أحصل منه على هذا الكتاب، فهو لم يعطه لأحد، ولكن أعطاه لى زميلى، وابن شقيقته محمد عبدالله، رئيس تحرير الشباب، قائلا: «كتاب خالى، والمعلومات التى تضمها دفتاه وأنا صحفى لم أكن أعرفها، تصور!»، ولم تكن متداولة، تحية إلى مختار خطاب، وكتابه الوثيقة الفريدة، وأرجو الكثيرين أن يبحثوا عن الكتاب، وإن لم يجدوه، عليك بإعادة طبعه يا ابن خطاب، فهذا حقنا عليك بعد أن أفصحت، وكنت بليغا، وصادقا.