2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

دورى النيل ‏

الأربعاء 5 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49961
أستبشر خيرًا بكلمة النيل التى أُطلقت على أهم مسابقات الدورى المصرى لكرة القدم (النسخة الخامسة والستين التى انطلقت أمس الأول).

لقد أصبحت كرة القدم فى عالمنا اقتصادا، وأموالا، بل سياحة، وسياسة، واجتماعا، وبالنسبة لى، وللكثيرين، هى من أهم الأحداث التى تغير المزاج العام، وذلك مبعث أهميتها القصوى للمصريين، وهى ترمومتر الشارع الذى يجب علينا أن نتوقف أمامه، كما هى مقياس الأخلاق، والقيم السائدة، فكرة القدم ترتقى، بل تكاد تكون أهميتها، وترتيبها فى مقدمة كل اللعبات، فعلينا جميعا الاهتمام بها، ولا نتركها للمنازعات بين بعض رؤساء الأندية، أو النقاد، أو المتحكمين فى الشاشات يُغرقونها فى التعصب، لأنها أصبحت مقياسا لتقدم المجتمعات، ورقى الذوق العام، فيجب أن نحرص عليها، ونحميها، وأن تكون المنافسات الرياضية فى حدودها، أو سياقها فقط، ولا يُسمح على الإطلاق بأن تتحول إلى مهاترات، وفوضى تنتقل إلى الشارع، وسب وقذف على أيدى بعض اللاعبين، أو الإداريين، والإعلاميين، وياحبذا لو تدخلت الأجهزة الرقابية، بما لا يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، حتى نحمى هذه الثروة القومية من أن تُبدد، أو تذروها الرياح على أيدى بعض الإداريين، أو رؤساء الأندية الذين لا يعرفون قيمتها، ويوظفونها للمصلحة الشخصية فقط.

أعتقد أن الدورى المصرى مهم، لأنه يدخل فى منافسات مع الدوريات الإفريقية، والعالمية، والاهتمام بالكرة فى العالم أصبح يفوق الخيال، والخوف أن تتفوق دوريات عربية، وإفريقية على الدورى المصرى، لذلك فإن حماية إحدى ثروات مصر القومية (كرة القدم) هدف كل المؤسسات الوطنية، خاصة الرقابية، والقضائية، والإعلامية المحايدة، كما يجب أن نتعلم من الكرة أخلاق المنافسة، واحترام الفوز، بل احترام الهزيمة، فإذا لم نتعلم من الكرة فلن نتعلم من أى شىء آخر، لذلك فإن ملاعب الكرة مرآة لمراقبة الشعوب، ومعرفة مدى نضجها، وتطورها.

وأخيرا، أتمنى للكرة المصرية مزيدا من التقدم، والرقى، بعيدا عن التعصب، بل تكون مبعث السعادة وليس الغرق فى الأخطاء المتكررة، وأن تكون نموذجا يساعدنا فى أن نكون الأفضل فى إفريقيا، والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى