عودة المدارس .. ومسئولية الأسرة!

السبت 8 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49964
أيام قلائل ويبدأ الموسم الدراسى وحلمنا جميعا أن تنتظم المدارس، وتقدم وجها مشرقا للتعليم فى مصر المعاصرة، وأن يشعر أبناؤنا بالسعادة داخل المدرسة وليس فى «سناتر» الدروس الخصوصية، وأن تحتوى مدارسنا طموح أبنائنا فى التعليم والتربية معا، بل الحياة ككل.
وسط هذا الحلم الجميل الذى قد تحققه وزارة التربية والتعليم ومدارسها المنتشرة فى ربوع مصر؛ لا أنسى أن أنبه الأسر إلى مسئولياتها، وأن تشترك فى العملية التعليمية مع المدرسة، فالشراكة بين الأسر والمدرسة حيوية، فهى تعمل على إنجاح العملية التعليمية، فمدرسة بلا بيت تسقط تماما، فيجب على الأسر تحفيز أبنائها إلى التعلم، وتوفير البيئة المناسبة للعملية التعليمية داخل المنزل، كما يجب التواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة لتحسين المستوى التعليمى لأبنائها، فالأسرة الواعية هى التى تعتبر نفسها جهة المسئولية أولا عن تعليم أبنائها، لأنها المخاطبة دينيًا ومسئوليًة بتحمل الواجب، ولأنها كذلك من سيجنى ثمار نجاحهم، أو يدفع ثمن إخفاقهم.
كما يجب أن نسعى إلى تطوير التعليم بخلق المدرس المتميز (كما كان ولايزال) الذى يحرص على أداء واجبه داخل الفصل المدرسى وليس سناتر الدروس الخصوصية، وأن يتم تفعيل القوانين لمحاربة وتجريم تلك الآفة التى تستنزف الأسر، وتنهكهم ماديا، على أن يتم تقدير المدرس معنويا وماديا لمواكبة سعار الأسعار المرتفعة عالميا، وذلك بعد تقييم أدائه من قبل الموجهين، والمسئولين بوزارة التربية والتعليم.
وأخيرا، أعتقد أنه عندما ضمت وزارة التعليم كلمة «التربية» إلى مسماها لم يكن ذلك عبثا، وإنما لأهمية التربية التى تعتبر أساس الأخلاق الرفيعة، فلا تعليم من دون تربية، فيجب أن تكون عودة المدارس للتعليم عودة للأسرة لتربية الأبناء، فهذا هو الهدف الذى يجب أن نسعى إليه، وقديما قالوا «تعلم من أدبه قبل علمه»، وهنا، لا يفوتنى أن أنبه المؤسسات الإعلامية (الصحافة، والإذاعة، والتليفزيون) إلى تقديم صفحات، وبرامج لتعليم الوالدين كيف يكونان أبا وأما صالحين لتربية أبنائهما فى مختلف الأعمار، لأننا نريد تقوية مؤسسات الأسرة المصرية بإحياء القيم، وغرسها فى الأجيال الجديدة من الآباء والأبناء.