2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

قمة القاهرة

الأثنين 8 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49994
كنت أرى تاريخا جديدا يُكتب وزعماء العالم يتوافدون على أحدث مدن مصر العصرية (العاصمة الإدارية) فى «قمة» مذهلة من أجل السلام لأقدم مناطق العالم، وأهمها فى الماضى، والحاضر، والمستقبل (الشرق الأوسط)، وإحدى مدنها (غزة) التى لها من اسمها نصيب، ولا تشبه ما سواها.. غزة هاشم.

لقد دشن الرئيس عبدالفتاح السيسى مسارا مختلفا للحرب على غزة، ففُتح المعبر (رفح)، و(مطار العريش) لاستقبال الإمدادات لأهل غزة الصابرين، والصامدين، وكانت نبرة صوت الرئيس ثابتة ثبات المصريين، والعرب فى صراعهم الممتد مع المحتل الإسرائيلى حول حقوق الفلسطينيين، والعرب، حيث اختلط رماد، وركام، وحطام غزة مع كلمات الزعماء، والقادة فى «قمة القاهرة»، فسمعنا لغة مختلفة بدا معها الحلفاء الذين جاءوا، والأساطيل التى ردمت البحر المتوسط لتقاتل المدينة وأهلها، عاجزين لأنهم وجدوا أنفسهم أمام شعب غزة البطل الذى يقاوم بحياته من أجل قضيته، كما كانت الشحنات التى تحمل الإمدادات لأهل غزة ليست مجرد مساعدات للحياة، بل شريان حياة يجدد الآمال فى منطقتنا، وأنها مازال لها مستقبل، والعالم لن يضحى بها من أجل عنصرية سقط زمانها.

لقد هتفت فى مؤتمر القاهرة: تحيا فلسطين، وتحيا مصر، ويحيا العرب، متحدين غير منقسمين، وهذا ما فعلته مصر المعاصرة، وركزت فيه انتصارا لحقوق أشقائها الفلسطينيين، فغزة لم تعد مدينة هامشية فى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، بل إنها استطاعت أن تفرض وجودها، بصمودها البطولى، ووقفة مصر القوية، والشجاعة معها، والتى جعلت العالم يلتف حولها، ويهزم معها العدوان الإسرائيلى، ويفرض احترام القوانين الدولية. كل التحية لأهل غزة، وشهدائها، وفى مقدمتهم طيور الجنة أطفالها الأبرار الذين عرفنا معهم قيمة، ومعنى غزة، وأنها رمز المنعة، ومدينة الدفاع، والمقاومة، والتجارة، وستعود، كما كانت مرتبطة فى الذهن العربى، والتاريخ، (نقطة الوصل) بين أبناء المنطقة ككل، فتاريخها القديم يجدده أهلها المعاصرون، بصمودهم، وحبهم لأرضهم، ورفضهم، رغم القصف، والوحشية الإسرائيلية، أن يتركوها، وقرروا هزيمة الاحتلال الصهيونى، والاستئساد الأمريكى، والغربى.. نصرهم الله وثبتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى