2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الصورة المنسية فى صراع غزة..!

الأربعاء 10 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49996
أحداث غزة غيرت الكثير فى العالم، وفى أوضاع منطقة الشرق الأوسط ككل، وستواصل التغيير، ولن تتوقف إلا عند العقلاء الذين قد يدركون ما يحدث، خاصة إذا اندفعت إسرائيل، بغريزة القوة، والدعم الأمريكى، والغربى غير المسبوق- والذى وصل إلى حد المشاركة الفعلية معها بالقتال- إلى معركة برية لتحطيم قطاع غزة، وتشريد أهله أكثر من ذلك. لم تكن الأوضاع التى حدثت قبل ٧ أكتوبر 2٠٢٣ مواتية لأى فعل بحجم ما حدث، حتى لدى أصحابه، حيث لم يكن الحمساويون يدركون هشاشة الأوضاع الداخلية الإسرائيلية إلى هذه الدرجة التى جعلتهم يطورون الهجوم على غلاف غزة حتى يدخلوا به فى باب المستحيلات، فتغيرت العملية فجأة، وبلا حسابات، من عملية صغيرة إلى عملية كبيرة، ليندفعوا إلى نهايات مؤلمة، قبل أن يصيبوا الهدف المقصود منها. لم تكن عملية غزة مدبرة، أو محكمة إلى هذا الحد الذى حدثت به، ولكنها كانت عملية محدودة، قُصد منها أسرى عسكريون، أو غيرهم، ليُستبدل بهم الأسرى الفلسطينيون فى السجون الإسرائيلية الذين يعانون الأمرين، وتكاد إسرائيل تقتلهم فعليا ببطء، وبلا رحمة، كل يوم، حيث يُعذبون، ويُمنع عنهم الطعام، والزيارات.. وكل شىء، بل فتحت إسرائيل الباب لإعدامهم بالفعل، ومباشرة، وقد كانت هذه الأوضاع تمثل إهانة يومية لكل فلسطينى، بل لكل عربى، وكسرا للنفس الإنسانية، إن لم تكن القتل البطىء، لكن العملية الفلسطينية البطولية جاءت فى ظروف غير مواتية، فى ظل صراع غربى فى أوكرانيا، وتبدل للعالم، وتغير لقواه، فهل كان فى حسبان هذه القوى المستأسدة على غزة أن تنقلب الصورة إلى هذه الدرجة وينتقل الصراع العالمى إلى الشرق الأوسط بعملية فلسطينية تغير كل المعادلات؟ أعتقد أنه لم يقرأ أحد الصورة، التى يبدو أنها منسية، ولا تريد إسرائيل، وأمريكا، والدول الغربية أن تقرأها ، وتظن أن مجرد إزالة حماس من المعادلة سيخفى الصورة التى حدثت ولن يمحوها الزمن، أو الاستئساد، وحتى استئصال حماس المستحيل عمليا بلا دماء قد تغرق الطرفين معا فى مزيد من الطوفان الحقيقى القادم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى