2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

غزة.. وتغييرات لندن!

الخميس 2 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50018
فاجأتنا سرعة التغييرات السياسية تماما فى بريطانيا، حيث يبدو أن حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة ستكون لها تأثيرات عميقة على كثير من بلدان العالم، خاصة أوروبا، والتى تمثلت فى عودة سياسى ثقيل ينتمى لحزب المحافظين البريطانى (ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء الأسبق) وزيرا للخارجية، وهو أمر غير متوقع فى الساحة السياسية، بعد أن أمضى ٧ سنوات بعيدا عن هذا المعترك، وتفرغ لحياته الشخصية، وكتابة المذكرات.

أعتقد أن هذه العودة تحمل معنى لا تُخطئه العين، وهو أن الحكومة البريطانية تبحث عن سياسى من العيار الثقيل لصياغة سياستها الخارجية فيما بعد، وفى أثناء الحربين (الروسية – الأوكرانية، والاحتلال الإسرائيلى- غزة)، وأن العاصمة البريطانية التى كانت صانعة السياسة التى أوجدت إسرائيل فى الشرق الأوسط منذ وعد وزيرها «بلفور»- تخشى التهميش فى المرحلة المقبلة، لأن ما بعد غزة سيكون جديدا تماما على سياسات أوروبا ودول الشرق الأوسط، وأن تبرير اختياره لأن ريشى سوناك، رئيس الوزراء، سيتفرغ للانتخابات غير مقنع تماما، فبريطانيا لا تريد أن يكون شكلها، أو عنوانها الخارجى سياستىّ أوروبا، والشرق الأوسط فقط، ورغم أن إسرائيل، على لسان صحيفة «هاآرتس»،  رحبت بالوزير الجديد على اعتبار أنه رئيس الوزراء الأكثر تأييدا لها على الإطلاق، فإننا نستطيع أن نلمس أن هناك تصريحات له على الجانب الآخر هاجم فيها إسرائيل، وقال إن الوضع فى القدس الشرقية يعزز موقفه ‫من أن المستوطنات غير قانونية، وأنه فوجئ، وصدم مما يحدث فى القدس الشرقية خلال زياراته إلى الأراضى المحتلة،.

كما أعتقد أن الوزير الجديد لن يكون ضد إسرائيل، ولكنه سيكون قادرا على نقدها، بل سؤالها، ومحاورتها أكثر من الوزير السابق جيمس كليرفرلى لأسباب عديدة، والذى انتقل إلى الداخلية، بل أكثر من رئيس الوزراء بحكم صلاته القوية، وعلاقاته، وتجذره فى حزب المحافظين، أما سويلا بريفرمان، وزيرة الداخلية- التى وصفت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بأنها مسيرات كراهية – فإنها تستحق هذا التغيير الذى يُسجل أنه إستراتيجى، وأن الوضع فى غزة  امتد تأثيره إلى تغيير الوزراء ليس فى بريطانيا فقط، بل العالم كله. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى