لا انقطاع لكهرباء أو منع غاز عن مصانع..!

الأحد 4 من محرم 1447 هــ
العدد 50609
فى صيف حار فاجأتنا الحروب، وأثرت على تلبية احتياجاتنا من الغاز الطبيعى، وكان تخوفنا أن نلجأ لتخفيف الأحمال، لكن يبدو أن تعزيز الكفاءة بين وزارتى الكهرباء والبترول قد أمكننا من تخطيط جيد للطاقة عبر تكثيف المشتريات لتلبية الطلب المحلى، حيث تم النجاح فى استيراد شحنات من الغاز المسال لتأمين احتياجات البلاد، وأعلنت وزارة البترول أنها استطاعت توفير احتياجات مصر من المنتجات البترولية خلال الفترة من يوليو 2025 إلى يونيو 2026، وهذا خبر سار.
كما أسعدنى خبر عودة «حقل ظهر» للعمل، وفى طريقه للدخول فى الخدمة ليوفر علينا عناء ومتاعب الاستيراد، وإن كان كل ذلك لا يمنعنا من تحقيق مطالب المستهلكين فى كل مكان، فإنه يجب ترشيد استخدام الكهرباء، وندعو كل أجهزة الإعلام للمشاركة فى هذا المطلب حتى تصل الرسالة للكبار والصغار، والنساء والرجال، لأن معدلاتنا فى استهلاك الكهرباء مازالت كبيرة، وفى حاجة إلى الاعتدال، كما أن هناك مظاهر استفزازية للغاية فى استهلاك الكهرباء تجعلنا نشعر معها بالحزن والضيق لأنها تؤثر فى مناطق أخرى، وتجعلنا نلجأ إلى إظلام الشوارع، والكبارى، والطرق، ونحن نحتاج لإنارتها، ولعلنا نأخذ العبرة من الحوادث الأخيرة فى طرقنا نتيجة غياب الإنارة.
كما أننى نشعر بالارتياح عقب انتهاء أزمة المصانع، وإعادة ضخ الغاز إليها، ولعلنا نأخذ العبرة كاملة مما يحدث فى قطاع الغاز عقب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، ونحن ندرك أن مصر تمتلك وحدات التخزين، وإعادة تحويل الغاز الطبيعى المسال لتلبية الاحتياجات، ولعل التخطيط المسبق لقطاع الطاقة قد نجح إلى حد كبير فى جذب الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز فى مناطق جديدة فى البحر المتوسط، ودلتا النيل، وأخرى فى شمال سيناء، وهذا نجاح يستحق التقدير لقطاع البترول، ولا يقل عن ذلك الاتفاق على سداد كامل استحقاقات محطة الضبعة النووية بالروبل وليس بالدولار، مما يعنى أن معدلات تنفيذها تسير بسرعة كبيرة لتدخل الخدمة فى شبكة الكهرباء ، الأمر الذى يعنى أن مصر تدخل عصرا جديدا فى إنتاج الطاقة والكهرباء، وتعزيزهما.