الإمساك بالهدنة..!

الثلاثاء 14 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50030
القضية الفلسطينية فى مفترق طرق خطير، حيث من الممكن أن تكون الدولة المرتقبة التى نأملها قريبة، ولكن يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا أنها فى حاجة إلى وحدة فلسطينية عاجلة.
إننى أثمن ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام رئيسىّ الوزراء الإسبانى والبلجيكى، وذلك بدعوة المجتمع الدولى إلى قيام دولة فلسطينية، والاعتراف بها.
لقد طرق الرئيس السيسى على الحديد وهو ساخن ليضع الجميع أمام مسئولياته، ولعل الكل يفوق، فالهدنة الراهنة مهمة، فهى أكبر من هدنة إنسانية، رغم أهميتها القصوى للفلسطينيين فى غزة لالتقاط الأنفاس، والحصول على احتياجاتهم، وتوديع أحبائهم الموجودين تحت الأنقاض، كما أنها أقل من وقف إطلاق نار مستدام، ومرشحة للانفجار فى أى لحظة، وقد شعر كل من يخاف على مستقبل غزة، وفلسطين بأنه من الممكن أن تسقط الهدنة سريعا لأخطاء هنا، أو هناك، لأن مصالح الشعوب ليست هى صاحبة الأولوية القصوى لدى المتطرفين، ففى إسرائيل لا يهمهم إلا الانتقام، والأسرى يأتون فى مرحلة لاحقة، ولولا أولويات الرأى العام فى أوروبا، وفى إسرائيل، لتجاوزها اليمين المتطرف إلى حرب لا تتوقف، ولعلنا نراقب الأيام المقبلة بالكثير من الحذر، فالهدنة فرصة لالتقاط الأنفاس، وعنوانها الرئيسى يجب أن ننتهزه جميعا، وهو إدخال معونات، ومساعدات غذائية، وطبية، وإمدادات الوقود إلى القطاع المحاصر، وهذا مطلب إنسانى تقوده مصر بشجاعة، وحب، وتفانٍ تستحق التقدير عليه، كما أنه مطلب دولى ضاغط، ومُلح على الضمير الإنسانى علينا الإمساك به لوقف الحرب، وتمديد الهدنة، وهو خيار شبه إجبارى لاستكمال صفقة الأسرى التى ينص الاتفاق على أن تكون على مرحلتين، وهى الصفقة التى جعلت الشارعين الفلسطينى والعربى من جانب، وإسرائيل والعالم من جانب آخر يشعرون بالارتياح، وشىء من التفاؤل لكسر حالة العنف التى سادت المنطقة، وتهدد باشتعالها.
نحن أمام حالة دقيقة، ومجموعة من الحسابات المعقدة التى تحكم اليوم، وفى كل السيناريوهات لن تعود القضية الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل الحرب على غزة، والحلول المتاحة على الساحة الآن متضادة، فإما تحقيق السلام الكامل، أو الغرق فى تسونامى انتقامى.