2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الفلسطينيون.. والدولة!

الأربعاء 15 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50031
كانت عيون، وآذان العالم مع تطورات الهدنة فى الحرب على غزة، وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بوساطة مصرية- قطرية من الجانب العربى، وأمريكية مباشرة، وكان واضحا تجنب الأطراف المباشرة انفجارها، وكانت الأطراف المساعدة فى قمة الاحترافية فى إدارة تدخلها بين الطرفين.

لكن «الهدنة»، وتمديدها أثبتا أن هناك سبيلا إلى السياسة يمكن التوصل إليه، كما أثبتت «حماس» جودة إدارتها، بل إنها قدمت مبادرات إنسانية بالإفراج مباشرة عن مجموعات إضافية من عمال رعايا دول أوروبية، مثل الروس، والتايلانديين، والفلبينيين.. وغيرهم، وكانت السياسة، والدبلوماسية، والمفاوضات هى الجانب الحاسم فى إدارة الهدنة، وليست استعراضات نيتانياهو العسكرية فى غزة، وتهديداته المباشرة بتصفية حماس، والعودة إلى الحرب التى بادلتها «حماس» بشكل آخر؛ بإخراج الأسرى الإسرائيليين من شمال غزة حتى تثبت أن إسرائيل لا تسيطر عليه، رغم هدمه، وتهجير سكانه، أو بتصريحات مشابهة، رغم أن السياسيين فى حماس هم من يتكلمون فقط، وليس جنرالىْ القسام (الضيف، أو السنوار) اللذين مازالا ملتزمين بعدم ظهورهما، ويتركان الناس فى الشارع الفلسطينى يتكلمون عنهما فى غزة أو الضفة.

لقد ذكّرتنى أحداث الهدنة، وتطوراتها، ومباحثاتها بأن الفلسطينيين قادرون على إدارة عملية سلام معقدة، ومركبة مع إسرائيل، وصولا للدولة المستقلة حاضرا، أو مستقبلا، وأننا نكاد نرى الدولة على مرمى حجر، وما إن تضع الحرب أوزارها فإن الطريق إليها أصبح واضحا، ويبدأ بإنهاء الانقسام الفلسطينى، وانخراط الجميع فى منظمة التحرير، فالفلسطينيون لا يحتاجون إلا المساعدة، فهم أصبحوا، أو ربما نقتنع نحن بذلك الآن، متصالحين مع الواقع، ربما، وهذا من قبيل الظن وليس اليقين.

يبقى على إسرائيل أن تتخلص من اليمين المتطرف، وتدرك أنه لا شطب لأى فصيل فلسطينى، والتسليم بالحقوق الفلسطينية، وإذا كان الإسرائيليون يحتاجون إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع فإن الفلسطينيين هم على المسار نفسه ولا يطلبون إلا أن يساعدهم أشقاؤهم فقط، والظرف العربى، والدولى هو الآخر مهيأ لهذا الحل، لاسيما الأمريكى الأكثر تأثيرا على الطرفين الذى أنضجت حرب غزة علاقاته بإسرائيل التى لن يتركها تهدد مسعاه إلى السلام فى المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى