حرب غزة مرفوضة عالميا

الثلاثاء 6 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50051
فى الوقت الذى دعا فيه ديفيد كاميرون، وزير خارجية بريطانيا وأنالينا بيربوك، نظيرته الألمانية، جميع الأطراف فى الشرق الأوسط إلى العمل على حل الدولتين فور توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- أشار الوزيران إلى قسوة اللحظة التى يعيشها الشرق الأوسط، والتى تنفطر لها القلوب عند مشاهدة هذا العدد الكبير من الأطفال يُقتلون، أو يُصابون، وعبّرا عن قدرتهما على تغيير هذا الوضع اليائس نحو الأفضل، وطالبا إسرائيل بأن تلتزم بالقانون الإنسانى الدولى، وأنها لن تنتصر فى هذه الحرب إذا دمرت احتمالات التعايش السلمى مع الفلسطينيين، ولم ينس كاميرون وبيربوك الإشارة إلى دور المستوطنين البغيض فى الضفة الغربية، وسعيهم إلى تخريب أى جهود لحل الدولتين، وإجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم بعنف، مطالبين بوقف القتال اليوم، وفى المستقبل.

لقد سألت نفسى هل جاء جاك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكى، الى المنطقة من أجل بايدن، أم من أجل وقف إطلاق النار؟.. وهل ينزع فتيل الخلاف بين نيتانياهو وبايدن أم ينزع فتيل الحرب، واشتعال القتال، وإبادة المدنيين، وقتل الأطفال؟، فوجدت أن سوليفان لم ينجح، ولكنه لم يفشل، بل كانت زيارته، أو مهمته، أفضل من أنتونى بلينكن، وزير الخارجية، فى جولاته الثلاث التى أعقبت بدء الصراع فى المنطقة والشرق الأوسط، ففى غزة بلينكن لم يكن وزيرا للخارجية الأمريكية، بل كان بروح عاطفية ضعيفة أمام إسرائيل ونيتانياهو، وهى رؤية عكست ضعفا أمريكيا أمام إسرائيل فى تلك الحرب البغيضة التى فى استمرارها إبادة لمدينة غزة، وسكانها، ومحوها من الخريطة.

أعتقد أنه إذا كنا نطالب المجتمع الدولى بتغيير اتجاهاته، ولجم العدوانية الإسرائيلية؛ فإننا نطالب الدول العربية جميعا، خاصة النفطية، صاحبة موارد الطاقة، والفوائض المالية، باستخدام نفوذها فى المجتمع الدولى لوقف الحرب، والاتجاه فورا لإنقاذ ملايين الغزاويين المشردين من بيوتهم، وأسرهم، وأطفالهم عرايا، وجائعون فى الشوارع.

إن المجازر الإسرائيلية فى غزة تحتاج إلى تفكير مختلف، ورؤية جديدة، وتغيير إستراتيجى، وجوهرى على كل الصعد، سواء فى منطقتنا العربية، أو دول الجوار الإقليمى كلها، بل كل الأشقاء العرب.