2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏الصفقة المهمة!

الأحد 11 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50056
ليس هناك عاقل فى الجانبين (حماس وإسرائيل) يرفض هدنة، وصفقة جديدة فى غزة، ولذلك زار القاهرة لإتمامها، والمساعدة فيها، ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء السابق- وزير خارجية بريطانيا الحالى، وهو يبدو حاليا أقوى شخصية فى الجانب الغربى، وأكثرهم تأييدا، سواء فى الدوائر الأمريكية، أو الأوروبية، فهو ليس مأزوما، أو مقبلا على انتخابات مثل الرئيس الأمريكى بايدن الذى جعلته أسيرا لهذا الوضع الحالى، ولم ينجح أنتونى بلينكن، وزير خارجيته، أو جاك سوليفان، مستشار الأمن القومى، فى جولاتهما بإسرائيل فى إقناع المتطرفين هناك بـ «الحل»، كما أن الحمساويين يحتاجون للكثير من السياسة، ولذلك وصل وفدهم الموجود فى قطر، وهو الفريق السياسى لحماس، إلى القاهرة، وحتى نكون موضوعيين ليس هناك من ينافس المصريين فى حماية القضية الفلسطينية، وإنقاذها فى الأوقات الحرجة، والدقيقة، وإتمام الصفقات السياسية الضرورية، ولعلنا لا نقول ذلك من فراغ، حيث السوابق تثبت ذلك، فقد كانت صفقة جلعاد شاليط أنجح صفقة فى التاريخ الفلسطينى، والإسرائيلى. وتبادل الأسرى عددا، ولكنها استغرقت وقتا طويلا، ولكن النفس الطويل للمصريين، والمعرفة الدقيقة أنجزتها، بحيث أصبحت سابقة فى التاريخ الفلسطينى، والإسرائيلى، والحمساويون الآن يقيسون عليها، وهو مقياس خاطئ، ويجب الانتباه لذلك، فالظروف مختلفة. إن غزة فى أزمة حقيقية، وفى حاجة لإنقاذ عاجل، حيث السكان جميعا يتعرضون للمجاعة، والأوبئة، والأمراض وانتشارها بين النازحين، والمشردين، والعالم أصبح يعى ذلك، بل إن إسرائيل تخشى العالم الآن، وتدرك أنها تجازف، ولعلنا نثمن عاليا وصول ديفيد كاميرون، وحماس إلى القاهرة، وأعتقد أن مصر ستكون مهندسا لصفقة أسرى، ووقف لإطلاق النار، وتخليص غزة من أكبر كارثة إنسانية مفزعة، والحقيقة أنها صفقة صعبة، لكن خبرة مصر الدقيقة، ومصداقية الرئيس عبدالفتاح السيسى العالية، ومكانته السامقة تستطيع إنجازها، وإنقاذ المنطقة، وكل الأطراف تدرك دقة ذلك، والحاجة إليها ملحة للجميع، وستكون مرحلة مهمة لالتقاط الأنفاس قبل الوصول إلى حل شامل لألغاز حل حرب غزة 2023، ولتكن الأسبوع المقبل أول العام القادم (2024)، ولذلك أدعو للمهندس المصرى بالتوفيق من أجل أطفال غزة، و شعبها الذى يعانى نير المجاعة، والأوبئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى