2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

التهديدات المنتظرة..!

الثلاثاء 13 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50058
ونحن ندخل العام الجديد فإن صورة غزة جعلت مصر فى حالة حرب، فبعد حروبنا الطويلة مع إسرائيل كانت حالة السكون، والسلام طوال القرن الحالى، ولأكثر من 4 عقود، والآن أصبحت حالة حرجة، لأن مصر تخشى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها، كما تشعر بالقلق الشديد لإعادة احتلال غزة على حدودها، وتستشعر أن إسرائيل عادت لحالة الاستئساد على المنطقة (العدوان على غزة)، وإعادة المنطقة إلى المربع قبل صفر (قبل اتفاق كامب ديفيد). أعتقد أن مصر تضع العدوانية الإسرائيلية على الفلسطينيين فى حسبانها، وتشعر بأنها تدخل العام الجديد وهناك تهديد إسرائيلى لها، كما أن هناك تهديدات أخرى للأمن القومى المصرى، ليس أولها، أو آخرها، إسرائيل وغزة، ولكن السودان، وإثيوبيا، ونهر النيل أصبح تهديدا آخر وجوديا لمصر، والتهديدات فى أعالى المتوسط حتى البحرالأحمر موجودة ليس فى المضايق (باب المندب) وحدها ولكن على طول السواحل على البحرين الأبيض والأحمر، وعلى النيل، وفلسطين. إن التهديدات التى تلاحق مصر أمنيا، وعسكريا حادة، وقوية، وتتطلب يقظة عسكرية، وشعبية، وهذا لا يعنى أننا ندخل العام الجديد ونحن لا نعرف قدرتنا على إدارة هذه التهديدات الجوهرية الحادة، فمؤسساتنا وجيشنا الباسل، وأجهزتنا الأمنية على أهبة الاستعداد، بل قادرة على أن تجعل كل من يفكر فى تهديد مصر، وأمنها، والتأثير على قضايا العرب الجوهرية، والمصيرية ـ يدفع الثمن، وأننا سندافع عن أمننا، وأرضنا، وسنحمى مياهنا، وبحارنا، ونعيد بناء اقتصادنا لمصلحة المصريين، والمنطقة العربية، لأن ما يحدث فى غزة يندى له الجبين، وسوف تدفع أمريكا ثمن هذه الجريمة الإنسانية البشعة، والفادحة، لأن الدولة العظمى تركت غزة للتوحش الإسرائيلى، فنحو ٢٫٥ مليون فلسطينى فى حالة مجاعة شاملة بلا طعام، أو مأوى فى البرد القارس، والأمطار، والأوبئة، والأمراض التى لا ترحم، هذا بالإضافة إلى أن الطائرات الأمريكية التى يقودها الإسرائيليون، والإنجليزيون، والفرنسيون والألمان تضرب بعشوائية بغيضة ليس لها مثيل، مما أدى إلى شح الماء، وجعل الأطفال يموتون بنقص الماء، والدواء، ومن فلت من الموت تحت الأنقاض رحل عصفورا للجنة بنقص الماء، والطعام، والدواء، ومعاناة البرد القارس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى