2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الزحف ضد التهجير

الأربعاء 29 من رجب 1446 هــ
العدد 50458
لم تفاجئنا تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بطلبه لجوءًا جديدا، أو متكررا، للفلسطينيين من غزة المدمرة إلى مصر والأردن، لأن ترامب يعالج القضية الفلسطينية بلجوء، ومخيمات متجددة، كما عالجها الغرب، والأمريكيون طوال 8 عقود سابقة، لأن الفلسطينيين (كلهم) مازالوا يعيشون منذ عام 1948 وحتى الآن، لاجئين، بما فى ذلك الفلسطينيون الذين يعيشون فى قراهم، ومدنهم، التى احتلت وأُقيمت عليها دولة إسرائيل، هم الآخرون لاجئون فى الواقع ماداموا غير متساوين فى الحقوق، والواجبات. أعتقد أن مأساة اللجوء الفلسطينى تتكرر اليوم بمشروع الرئيس الأمريكى الذى أعاد علينا النكبة بصورة أخرى، وذلك عندما نزح الآلاف منهم لدى قيام إسرائيل، ولم يخفف من الوطأة اليوم سوى أن الأوروبيين انضموا للعرب، خاصة المصريين والأردنيين، الذين ارتفع صوتهم عاليا برفض المشروع الأمريكى، وعدم المساس بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، سواء بالاستيطان، أو إخلاء تلك الأراضى من أصحابها بالتهجير، وتشجيع نقلهم، واقتلاعهم من أراضيهم، سواء بشكل مؤقت، أو طويل الأجل، حيث لا يمكن قبول تصريحات ترامب، أو اعتبارها زلة لسان، لأنه بالفعل مخطط مدروس يجرى تداوله بجدية فى دوائر سياسية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلى، وتحديدا اليمين المتطرف الذى احتفل بتصريحات الرئيس الأمريكى التى لا تعنى فى مضمونها سوى التطهير العرقى لأراضى فلسطين من الفلسطينيين، لأن ترامب، وفريقه، ينظرون إلى غزة على أنها قطع أراض مميزة لها واجهة بحرية طويلة على البحر، وذات موقع فريد على المتوسط، لكن الفلسطينيين يعرفون أنها حياتهم، ومستقبلهم، وسيعيشون فيها. وأخيرا، يجب أن تكون هناك يقظة عربية جديدة، وموحدة، ودعوة لقمة على مستوى الزعماء بناء على طلب الشعوب لتعمير غزة، وحماية سكانها، وما تبقى من فلسطين، لكى تكون لأهلها، وأهلها فقط، وأن نقف مع الفلسطينى لكى يتساوى بكل شعوب الأرض، وأن يضع فى جيبه بطاقة هوية، وجواز سفر دولته، وأن يقف على أرضه، وساعتها ينتهى شعور اللجوء الدائم القسرى الذى يعيش فيه كل فلسطينى منذ عام 1948 وحتى الآن، ليحل محله شعور مواطن عادى يعيش فى دولة عادية، وساعتها سوف يستقر كل الشرق الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى