نداء من مصر لكل عقلاء العالم

الثلاثاء 12 من شعبان 1446 هــ
العدد 50471
الموقف الأخير الذى اتخذته مصر ضد التهجير، وطرد الفلسطينيين من أرضهم، وحفظ حقوقهم فى دولتهم، ورفع المعاناة عن المعذبين فى غزة، المتمسكين بأرضهم، والبيانات المتتالية للرئيس عبدالفتاح السيسى، والحكومة المصرية، رفضا للظلم الذى يقع على الفلسطينيين، والغبن التاريخى الذى تحملوه منذ قيام إسرائيل، وحتى الآن- يُعلى من قيم المصريين، ودولتهم، بين شعبها، والعالم، ويذكرنا بقيمنا القديمة، والرفيعة، دفاعا عن الحق والعدالة، اللذين بغيابهما لا سلام، ولا استقرار، فى كل إقليمنا، والأهم أنه يرسل للعالم كله احترامنا لشعوب كل دول الشرق الأوسط، التى تفهم معنى انتقام الجغرافيا، ونقمة التاريخ، وهو موقف يُحفظ للتاريخ، ولرئيسنا، وحكومتنا، ويُظهر قوة النبل، وطهارة الرؤية، وعمقها، مهما تبدو نوازع القوة لدى اليمين الإسرائيلى المؤيد من اليمين الأمريكى، والغربى عموما، والخارج من حرب إبادة للفلسطينيين شهدها العالم على الهواء (أرقام قياسية للضحايا، وهدم كامل لغزة، وتصفية فى الضفة الغربية). ولعل الدعوة إلى عقد القمة العربية الطارئة، المقترحة خلال الشهر الحالى، ستكون الرسالة، أو الترجمة، القوية، لهذا الموقف القديم، والمتجدد، وستقول لنيتانياهو، وحكومته: إن مصر تقف مع الفلسطينيين، وحقوقهم لأنهم أصحاب الأرض والحق، ومتمسكون بأرضهم، رغم الأهوال، والمعاناة، والدماء التى تسيل، وإنه وحكومته، حتى ولو كان معه ترامب، وحكومته، لا يستطيعون سرقة أراضى فلسطين مهما يمر الزمن، ويطول الظلم، والجبروت، ولن يستطيع أى عاقل فى عالمنا، حتى فى إسرائيل نفسها، رفض حقهم فى تقرير المصير، وقيام الدولة الفلسطينية، ولذلك يحق لنا الآن، وبقوة، أن نذكركم جميعا بمبادرات مصر للسلام مع إسرائيل، والتعايش، وقرارات الأمم المتحدة، والجمعية العامة، وكذلك خطورة رفض المبادرة العربية للسلام 2002، التى قُدمت من العرب لإسرائيل وتكاليفها الخطيرة على شعوب المنطقة، بما فيها إسرائيل نفسها. كما أن ناطحات السحاب، والريفييرات المقترحة لن تُغنى الفلسطينيين عن حقهم، مثل كل شعوب العالم، فى أن يعيشوا فى ظل علم بلادهم، ودولتهم، وهويتهم، فأفيقوا أيها المتعصبون، والإرهابيون، وفاقدو العقول، واقرأوا صورة المنطقة، والعالم من دون فلسطين.. إنها إرهاب، وتطرف لا يتوقف.