رفض التهجير بين لقاء الرياض وقمة القاهرة

السبت 23 من شعبان 1446 هــ
العدد 50482
استطاع العرب فى الفترة الأخيرة التوحد حول رفض فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، ورفض مقترحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشرائها، أو الاستيلاء عليها، وتحويلها إلى «ريفييرا»، وعلى الرغم مما بدا من اهتمام العالم بحل الأزمة، أو الحرب الروسية- الأوكرانية، والقمم المميزة التى جمعت الأمريكيين والروس، لأول مرة منذ قيام الحرب، فى الرياض بالسعودية، فإن حيوية القضية الفلسطينية بدت نشيطة وقوية، بحيث يصعب تهميشها، كما وصف وانج يي، وزير خارجية الصين، عشية الاجتماعات العالمية التى عُقدت بالسعودية، أنه ينبغى عدم تهميش الأزمة فى غزة، بينما يَنْصَبُ التركيز على أوكرانيا، وكانت فرصة الاجتماع الرابع للتحالف العالمى الذى عُقد فى القاهرة لتعبر الصين عن الحل الواقعى لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطينى وهو «حل الدولتين». كما كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الثانية للعاصمة الإسبانية مدريد مميزة للحصول على الدعم الأوروبى للحلول المصرية الجذرية للقضية الفلسطينية، بدعم قيام الدولة الفلسطينية، وفكرة التعمير فى غزة من دون تهجير أهلها خارجها، وهى الفكرة المنطقية التى يمكن تنفيذها بعيدا عن مقترحات التهجير القسرى للفلسطينيين، وحرمانهم، دون شعوب العالم، من حق تقرير المصير، والعيش فى أراضيهم المحتلة منذ عام 1967، وفى الطريق إلى القمة العربية الشاملة التى ستعقد أول الشهر المقبل عُقد أمس اللقاء الأخوى فى الرياض، ولقاء الرياض وقمة القاهرة يجسدان أعلي، وأفضل مستويات رفض تهميش القضية الفلسطينية، ورفض المقترحات غير العاقلة المصممة على تصفية الفلسطينيين، أو توسيع مساحة إسرائيل على حسابهم، فاللقاء الأخوى المصغر والنوعى بالرياض، ثم قمة القاهرة تحوزان اتحادا فى الرؤى العربية كلها لرفض تصفية القضية الفلسطينية، وبند واحد يحكمها هو رفض تهجير الفلسطينيين، وتأكيد إعمار غزة وأهلها على أرضها، ورفض دعاوى نيتانياهو وترامب معا إلغاء وجودها لمصلحة استثمار سياحى لا أخلاقي.أعتقد أن لقاء الرياض وقمة القاهرة سيكونان بمثابة مرحلة جديدة من مراحل الصراع المحتدم، والعرب الآن لا ينقصهم شيء، ويملكون قدرات ليكونوا قطبا دوليا يُحسب له حساب فى تقرير مصير المنطقة، فنحن أمام الفلسطينيين الذين يمارسون صمودا أسطوريا على أرضهم.