2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حكمة مصر.. وعائلة بيباس.. واستجابة حماس

السبت 1 من رمضان 1446 هــ
العدد 50489
صبرْ مصر، وحنكتها، ومعالجتها ما يحدث من تطورات فى قطاع غزة، كان عظيما، سياسيا، وإنسانيا كذلك، من خلال مواجهة حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على القطاع، وإنقاذ الفلسطينيين، وحماية قضيتهم، وسوف يُحسب للقيادة المصرية على مر التاريخ أن المصريين، يكتبون سطورا جديدة فى أسطورة صمود الشعب الفلسطينى، والحفاظ عليها من أكبر هجمة أمريكية ـــ إسرائيلية للقضاء عليهم، واذا كُتب لها الانتصار، وكُتب لنا إنقاذهم بالحكمة، والدبلوماسية فإن ذلك سيكون انتصارا مبهرا إنسانيا، وسياسيا، إذ حافظ على فلسطين وأهلها من أكبر حملة فى التاريخ لإبادتهم فى غزة، بل الضفة الغربية، حيث قتلْ القضية الفلسطينية قاده اليمين الإسرائيلى المتطرف، بزعامة نيتانياهو، وبن غفير، وسموتريتش.. وغيرهم متجردين من كل القيم الإنسانية، بل السياسية، وبيدهم كل أدوات الجريمة الكاملة، وكانت فرصتهم واستغلوها للقضاء على الفلسطينيين بالحرب، والمرض، والمجاعة. لكن الله كان مع مصر وألهمها الحكمة، والتأنى، والصبر، فقد كانت عينها على فلسطين، وأهلها فقط بكل الخبرات لديها، ولعل الوساطة الأخيرة لحل مشكلة الأسرى الفلسطينيين الذين منعت إسرائيل إطلاقهم بحجة استعراضات حماس، وعدم احترام خصوصية إطلاق المحتجزين الإسرائيليين- كانت أكثر من بارعة، وأنقذت الموقف.

كما أن عائلة «بيباس»، التى قتلتها الطائرات الإسرائيلية وهى محتجزة ضمن الأسرى، وسلمت حماس جثث ذويها لإسرائيل- كانت هى الأخرى لها دور بارز، وإنسانى رفيع، وتأثير ملحوظ فى الشارع الإسرائيلى، والعالم كله، فقد دعت جميع المسئولين الإسرائيليين إلى تحمل مسئولية مقتل أحبائها فى أثناء احتجازهم بقطاع غزة، مؤكدة أنه كان من الممكن إنقاذهم، حيث أشارت أوفرى بيباس فى جنازة زوجة شقيقها (شيرى) وطفليها، إلى مسئولية الحكومة الإسرائيلية عن مقتل الأسرة والأطفال، وقالت «لا مجال للمسامحة قبل التحقيق فى الإخفاقات، وتحمل جميع المسئولين المسئولية، فقد كان بإمكانهم إنقاذهم»، ولعلنا هنا نشيد بسرعة تحرك حماس بتسليم الجثث الأربع من دون مظاهرات، وبعيدا عن الجمهور، وهو تصرف حكيم ومتزن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى