الإمام الطيب.. والأزهر جامعا وجامعة «1»

الأثنين 10 من رمضان 1446 هــ
العدد 50498
لا ننسى الشهر الكريم رمضان فى زحام الأحداث، والحروب التى فرضت نفسها على منطقتنا العربية، وقد كانت الفرصة فى احتفال الأزهر الشريف فى الجمعة الأولى من الشهر الكريم بذكرى أول صلاة أقيمت خلال تأسيس الجامع الأزهر منذ 1085 عاما، ففى ذكرى تلك المسيرة الحافلة ننتهز الفرصة لنرسل إلى الجامع والجامعة، وإمامهما الدكتور أحمد الطيب، رسالة حب وتقدير فى رمضان.. ونحن نتذكر تاريخا حافلا، وحاضرا متجددا، وإن شاء الله مستقبلا أكثر إشراقا وتطورا لهذه المؤسسة العريقة التى نفتخر بها دوما، وتظل معينا لنا، بل ظهرا، تُجدد الفكرَ، وتُبرز قوة الإسلام ومعانيه الوضاءة فى التاريخ الإنسانى كله، وتُمثل لمصر قيمة مضافة، وعلامة مضيئة فى العالمين إسلاميا ودوليا.
لقد أصبح الأزهر مع شيخه (الطيب) فى عصرنا الراهن الملىء بالاضطرابات، والصراعات، والتطرف فى كل جوانب الحياة عنوانا لما تمثله قِيمه الوسطية، والفعل الرصين، والتجدد المحبب المحافظ على القيم، ولعلنا جميعا نتذكر الدكتور أحمد الطيب فى الفترة الصعبة، والدقيقة التى ألمت بمصر ما بعد 2011، كيف كان عنوانا للحفاظ على مصر، والجامع، والجامعة الأزهرية من أن تنزلق إلى الفوضى التى كانوا يُعدونها لبلدنا باسم الإسلام، والمسلمين، فإذا به يصبح صوتا للعقل، رافضا لفكر إشاعة الفوضى فى ربوع البلاد، بل جبلا صلبا ضد أى دعاوى لإراقة الدماء، واستخدام الإسلام فيها.
أعتقد أن دور الأزهر، والإمام الطيب، فى تلك المرحلة الدقيقة فى تاريخ مصر كان علامة مميزة، وقيمة حقيقية لبلدنا، وما كان يُنتظر أن يؤديه لتحافظ مصر على دورها الريادى، والحضارى فى عالمها المعاصر، فكل من تابع هذه المسيرة التاريخية شعر تماما بأن الله كان مع الأزهر عندما تم اختياره شيخا لهذه المؤسسة العريقة فى 19 مارس 2010، وكأن التاريخ والأقدار تقول له أنت لهذه المهمة الصعبة، والدقيقة، ثم كان له بعد ذلك أن واصل هذا الدور الحضارى فى العالمين الإسلامى ودوليا لمواجهة ظهور التطرف والإرهاب، فكان لهذا العالم الصوفى، الورع، من البيت الصعيدى المشهود- دورُ فى حمل رسالة الأزهر للعالم.. وغدا نكمل الحديث.