2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏«طقوس» بلينكن..!

الأربعاء 26 من رجب 1445 هــ
العدد 50101
هل نحن سعداء بالرحلات المتتابعة (الرحلة الخامسة) لأنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، لمنطقتنا، والتى أصبحت «طقوسا» مميزة لسياسات واشنطن بلا جدوى حقيقية؟.. قطعا لا نستطيع أن نقول ذلك فى الظروف الحالية، لكنها أفضل من الصواريخ، والطائرات، والقنابل الأمريكية التى تقصف دول الشرق الأوسط لزيادة رقعة الصراع، واتساع الحروب فى هذه المنطقة الحساسة من العالم بلا توقف. لقد كنت أتصور أن هذه الدولة العظمى بما تملكه من إمكانات، وقدرات دبلوماسية واسعة عبر العالم، وعلاقات خاصة بفتاتها المدللة (إسرائيل)- ستعمل على وقف حرب الإبادة التى تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلى، بمساعدة، وإمدادات أمريكا نفسها، وبريطانيا، ودول أوروبا، على البشر، والشجر، والحيوان فى غزة، والتى دخلت شهرها الخامس، كما تحاول جرجرة «حزب الله» فى لبنان، أو تختبر مدى ثباته الانفعالى، لكننى وجدت أن كل رحلة لبلينكن تسبقها الصواريخ، والطائرات التى تضرب فى كل شبر من منطقتنا، وآخرها العراق، وسوريا، وقبلهما اليمن، ردا على الهجمات التى تنطلق من هذه الدول غضبا مما يحدث للأشقاء فى غزة على أيدى جنود دولة الاحتلال التى لولا الدعم الأمريكى، والغربى لارتدوا إلى أعقابهم كما القهقرى. كما كنت أتمنى أن يسبق بلينكن رحلته بإعلان إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى تبدأ مباحثات جدية بين دولتين فعلا: إسرائيل القائمة، والدولة الفلسطينية التى اعترفت بها أمريكا، وأعلن وزير الخارجية البريطانى، تقريبا، اعترافا بها، والاتحاد الأوروبى يعترف بها، هذه المباحثات يشاركهما فيها العالم كله، مع وقف الحرب، وأن تتحول الهدن المتتابعة إلى رسالة أمل للفلسطينيين، ودول المنطقة. الوزير بلينكن.. رحلتك كان يجب أن تبدأ بإعلان جديد للاستقرار، والسلام لكل شعوب الشرق الأوسط وليس لمفاوضات جديدة طويلة لن تحدث ومعاناة الغزاويين مستمرة، حيث يقصفون يوميا، وإسرائيل تستأسد عليهم، كما أن معضلة الشرق الأوسط لن تحل بزيارات أمريكية، أو أوروبية وحدها، كما لم تحلها الصواريخ، والحروب، والقدرات الفذة لأمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا فى الحروب، ولكن بدعوة الجميع لوقف الاقتتال، وبدء الحوارالمباشر بالاعتراف بالكل، ومواجهة الكل بأهمية السلام، والاستقرار لكل شعوب المنطقة، وفى مقدمتهم شعب غزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى