2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما أدراك ما الثانوية العامة

الأربعاء 16 من صفر 1446 هــ
العدد 50297
فاجأنا محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، بقرارات سريعة عقب توليه منصبه فى الحكومة الجديدة، وكانت هذه القرارات حول الثانوية العامة التى هى بالنسبة للتعليم المصرى «البعبع» المخيف للطلبة، وأولياء الأمور، أو هى الامتحان الذى تتسرب من خلاله مدخرات أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية، وتتكون حولها أكبر «مافيا» تعليمية تمتص جيوب الناس بلا رحمة، فى حين أن أهمية الثانوية تتضاءل مع الأيام، فهى امتحان لقياس مستوى التحصيل، وكانت أهميتها فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى عندما كان التعليم الجامعى ينحصر فى عدة جامعات، وأعداد محدودة من المعاهد، أما الآن فإن الجامعات تنتشر فى كل المحافظات ما بين عامة، وحكومية، وخاصة، وأهلية، وتكنولوجية، مما يجعلنى أجزم بأن مصر الآن بها أكبر شبكة من التعليم العالى فى الشرق الأوسط، وبمستويات متدرجة، حيث أصبح كل طالب فى الثانوية العامة يجد لنفسه مكانا فى الجامعة، وحسب رغباته، ومكتب التنسيق مازال يعمل، ويؤهل الطالب للجامعة الحكومية حسب الدرجات. أعتقد أن قرارات وزير التعليم، أو تغييراته الدقيقة لإصلاح الثانوية العامة كانت مفيدة جدا، والتى استندت إلى قرار المجلس الأعلى للتعليم ما قبل الجامعى، والتى تعرف بـ«إعادة هيكلة الثانوية العامة، ومواكبتها للنظم العالمية»، ولعل ما فعلته الحكومة والوزير محمد عبداللطيف أثبت أن الحملة التى سبقت تعيينه وزيرا لم تؤثر على قدرته على الحركة، والفاعلية فى وزارته الضخمة التى تعتبر الأكثر عددا بالنسبة لكل الوزارات المصرية، حيث لم تحذف الوزارة أى مادة، ولم تلغها، كما حاولوا أن يشيعوا ليقللوا من أهمية التحرك لإصلاح هذا «البعبع» الذى بدأ يفقد نفوذه، وتأثيره، ويتحول إلى امتحان عادى يقيس القدرات، ويعرف مكانة الطالب من التحصيل، وليس مباراة فى الكئوس، أو الملاكمة، فهو امتحان لا أكثر ولا أقل، وهذا ما يجب أن تفهمه كل أسرة، وكل مصرى فى المرحلة المقبلة.

نحن أمام وزارة تخلصت من الكثير من المخاوف، وقررت مجابهة «المافيا» التى تستنزف الأسر المصرية على حساب التربية والتعليم، وإصلاح المناهج، وعودة المدرس الكفء الذى يحظى باحترام الطالب، وأسرته، ومدرسته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى