2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المحجوب الوزير الأب.. والابن القاضى الشجاع

الأثنين 16 من محرم 1446 هــ
العدد 50267
رحل عن عالمنا العالم، والفقيه، وأطول وزير أوقاف فى حكومات مصر المختلفة، الأستاذ الدكتور محمد على محجوب، فى الفترة من 1986-1996، وقد كان الراحل من الوزراء المحنكين، وعلماء الدين الأجلاء، وله دور بارز فى المؤسسة الدينية (الأوقاف)، والذى نعرفه عنه أن كل العاملين فى الوزارة، والأئمة كانت تجمعهم بالوزير أواصر المحبة، وتبادل الثقة، كما كانت فترة وزارته للأوقاف مميزة للغاية، وله مآثر خاصة بالاهتمام بالمساجد، ويذكر العاملون أنه الوزير الذى أنشأ مصنعا للزى الأزهرى الجميل، فقد كان يحرص على أناقة الأئمة، كما اهتم الراحل بمكاتب تحفيظ القرآن الكريم، وكانت كل مسابقات القرآن تتم برعاية الأوقاف، وأتذكر أننى تعاونت معه فى إقامة مسابقة للقرآن الكريم بمؤسسة الأهرام، وإصداراتها، وكنا نطوف الجمهورية معا لاختبار حفظة القرآن الكريم، خاصة من الأطفال، وشجعنا الكثيرين على إقامة مثل هذه المسابقات المتميزة لتحفيز أبنائنا على الانتظام فى حفظ القرآن، وتجويده، وهذه من الأشياء التى كنت أعتز بها، خاصة فى العدد الأسبوعى للأهرام (الجمعة)، وكان الراحل رجل دولة من طراز فريد، يهاجم التطرف، والتشدد، وينزع إلى سماحة الإسلام، وقدرته على مواجهة المتطرفين بكل أشكالهم.

طغى على دوره فى السنوات الأخيرة ابنه القاضى خالد المحجوب، الذى علمه الشجاعة، وحب العدالة اللذين اشتهر بهما، وهو الذى حقق فى قضية الهروب من السجون فى سنوات الفوضى الأخيرة، (حقبة الإخوان)، التى كان أبرز المتهمين فيها محمد مرسى، وجماعته، وتعرض القاضى الجليل للضغوط، ولكنه أصر على إكمال العدالة، والوصول بالقضية إلى بر منتهاها، والتى أدانت المتهمين فى عز سيطرتهم على الشارع، والبرلمان، والحكومة، بل الرئاسة، ولم يخش إرهابهم، وتسلطهم، بل تسلح بالعدالة، والقانون، ليصل إلى الحقيقة، وهى القضية التى كشفت للرأى العام جرائم الإخوان، وفتحت الطريق لثورة 30 يونيو 2013.

أعتبر أسرة الوزير محمد على محجوب، وفى مقدمتها القاضى خالد، وإخوته، نتاج تعليم هذا الأب العظيم، الذى كان من علماء مصر المتواضعين للغاية، وذوى الأخلاق الرفيعة، وكان نموذجا لرجال الدين المتبحرين فى كل قضايا المجتمع.. رحمه الله وجزاه خير الجزاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى