التصريحات الحقيقية..!

الثلاثاء 10 من شعبان 1445 هــ
العدد 50114
تصريحان هزا المياه الساخنة فى منطقة الشرق الأوسط، والعالم: الأول كان فى ميونيخ، والثانى فى قمة الاتحاد الإفريقى، وقد اتسما بالصراحة العالية، والدقيقة لتحليل حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، وهما الأسلوب الأمثل للدبلوماسية الناجعة، والمؤثرة التى تبحث عن الحل إنقاذا للأبرياء، والتى توضح الحقائق، وتهدف إلى تحقيق سياسة قوية، ووأد الصراعات، والحروب المدمرة.
التصريح الأول كان من سامح شكرى، وزير خارجيتنا، فى الدورة الستين لمؤتمر ميونيخ للأمن ردا على تساؤل من تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، التى أرادت أن تدمغ الفلسطينيين بأنهم كلهم حماس، وقد كان شكرى صريحا، وقويا لأنه مؤيد حتى النخاع لقضية الشعب الفلسطينى، وحقه فى الدولة، والاستقرار، وتحدث بدقة عن أن حركة حماس كانت من خارج الأغلبية المقبولة من الشعب، والسلطة الفلسطينية، مما يعنى أن حماس لم تكن من داخل منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعى الوحيد الفلسطينى، كما شرح أسامة العلى، عضو المجلس الوطنى، بدقة، وشجاعة الفلسطينى المحب لقضيته، والذى تكفل بالرد على أبواق الإخوان التى تحاول أن تركب قضية فلسطين وتتمسح بـحماس، وأهالى غزة، وأطالب الذين طالبوه بالتراجع عنها بالعودة إلى تصريحات نيتانياهو التى اعترف فيها بأنه كان وراء تمويل حماس لإحداث شرخ بين الأغلبية الفلسطينية ومختلف الفصائل الأخرى، أما التصريح الثانى فهو تصريح الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، عقب زيارته القاهرة، ومشاركته فى القمة الإفريقية بأديس أبابا، بأن ما يحدث فى غزة ليس حربا, وإنما إبادة جماعية.. ليست حرب جنود ضد جنود، وإنما حرب من جيش على درجة عالية من الاستعداد ضد نساء، وأطفال، وقال دا سيلفا إن ما يحدث لم يحدث فى أى مرحلة من التاريخ قبل أن يضيف سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود!
هذه التصريحات الحقيقية يجب ألا تخيف أحدا بأن مجزرة غزة إبادة، كما أن إسرائيل تكرر ممارسة العنف، والإبادة فى الضفة الآن لقمع الشعب الفلسطينى، ومنع عودته، وتقف عقبة أمام حقه فى تقرير المصير، وقيام دولته المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧، كما يعرف العالم كله قصة إسرائيل مع الحرب، والعدوان.