2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصر والإمارات.. رأس الحكمة

الأحد 15 من شعبان 1445 هــ
العدد 50119
حدث أمس الأول (الجمعة 23 فبراير 2024) ليس صفقة اقتصادية كبرى، وليس أكبر استثمار مباشر فى تاريخ مصر فقط، ولكنه تطور استثنائى، وتاريخى له ما بعده ويكشف لنا المعدن الأصيل للأشقاء فى الإمارات، فهم صمام أمان لمصر فى وقت اشتداد الأزمات محليا، وإقليميا، وعالميا. لقد لبى الإماراتيون نداء رأس الحكمة، ولذلك فإن الاستثمارات المباشرة الدولارية التى ستدخل البنك المركزى المصرى قياسية فى حجمها، وفى فترتها الزمنية التى لا تتجاوز الشهرين (24 مليار دولار، بالإضافة إلى 11 مليار دولار ودائع إماراتية)، علاوة على 150 مليار دولار استثمارات مباشرة، وما يجنيه المواطن من ملايين فرص العمل التى ستكون متوافرة.

أعتقد أنه فى سنوات قليلة ستكون منطقة الساحل الشمالى ورأس الحكمة مصدرا رئيسيا لتوفير السيولة الدولارية، والاستقرار لسعر الجنيه عبر زيادة أعداد السياح، والتوعية المتفردة للسياحة، ومكملاتها من الصناعات المرتبطة بها، فما حدث تجربة غير مسبوقة تضع مصر فى سباق التميز العالمى، وتتوج جهودها فى بناء بنية أساسية عالمية، وتجعلها وجهة استثمارية عالمية على كل الأصعدة، كما أن التجربة (بكل مفرداتها) قابلة للتكرار فى كل ربوع مصر، الأمر الذى يزيد من ثقة الكيانات الاقتصادية الكبرى، سواء فى الشرق الأوسط، أو العالم، بالاقتصاد المصرى. وختاما، فإن ما حدث ليس مساعدات، أو شراء، وبيع أصول (كما يدعى أعداء الشر)، وإنما شراكة ممتدة لأجيال مع شريك يحبنا، ونحبه، ونقدره، فالإمارات دائما، وأبدا عضد لمصر، كما أن حدث الجمعة الماضى نموذج فريد من نوعه قدمه زعيمان عربيان أصيلان (الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد) يفهمان العصر وأساليبه، ويقرآن المستقبل وكيف يُبنى، ويعملان من أجل شعبيهما، ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أهنئ الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وأقول له هذا إنجاز لحكومتكم فاق توقعاتنا، وسيكون له أكبر الأثر فى مجمل الاقتصاد المصرى، وتقوية الجنيه، كما سيرفع من مكانة التصنيف الائتمانى لبلدنا، ويزيد من قدراتنا فى التعامل مع صندوق النقد والبنك الدوليين، والاتحاد الأوروبى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى