2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

عمان.. دبلوماسية العمق!

الخميس 2 من ذي الحجة 1446 هــ
العدد 50578
عندما حطت طائرة الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان فى العاصمة العُمانية (مسقط)، أمس الأول، فى زيارة خاطفة لم تكن حول العلاقات الاقتصادية، والسياسية بين البلدين، ولكن حول الرهانات التى تعلنها طهران على وساطة عُمان بينها وبين الولايات المتحدة، وإنقاذ منطقة الشرق الأوسط من حرب مدمرة منتظرة، أو حرب الأمريكيين لإيران. القناة العُمانية مازالت موثوقا بها، ويُستمع إليها بكل احترام فى العاصمتين (واشنطن وطهران)، وفى هذا الصدد يجب أن نُحيى الدبلوماسية العمانية التى وفرت البيئة المناسبة قبل المكان المناسب لإنجاح المباحثات الأمريكية- الإيرانية الصعبة، والدقيقة، والمتشابكة، مع إدراكنا أن العُمانيين لديهم قناعة كاملة بأن الصراع بين إيران وأمريكا سيكون له تأثير على كل دول المنطقة. أعتقد أن وجود سلطنة عمان فى هذه الواجهة الدولية (المرحلة الأولى من المباحثات)، التى تحلو لإيران أن تصفها بأنها «لقاء»، أو «اتصال» وليس «تفاوضا»، سوف يصل بها إلى بر التفاوض المباشر، كما أن اللقاء الإيرانى- العُمانى على مستوى القمة سيكون بادرة للانتقال إلى «المرحلة الثانية»، لأن شرط الثقة الأساسى بينهما قد تحقق، مما يعنى الانتقال إلى «المفاوضات المباشرة» التى ستؤدى إلى اتفاق نووى إيرانى- أمريكى، أو عالمى منتظر، بديلا لاتفاق 2015 (5+1) الذى انسحب منه ترامب فى مدته الأولى. وأخيرا، فإن ما أردت الكتابة عنه أن عُمان البلد الذى يلعب دور الوسيط فى حل النزاعات الدقيقة، ولم يصل لهذه النقطة، بلا مبالغة، إلا بسياسة طويلة النفس أسسها سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد، وخليفته الحالى السلطان هيثم بن طارق يسير فيها بدقة منذ عام 2020، حيث إن عُمان تتمسك بالحياد، والوساطة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وقد نجحت فى خطف أنظار العالم بابتعادها عن سياسة المظاهر، والأصداء الرنانة، ولا تسعى إلى خطف بريق، ولكن سياستها الخارجية الناجحة، التى أختبرها عبر 3 عقود، جعلتها الآن موضع الاحترام، والتقدير العالمى، والإقليمى، وأعتقد أن عُمان ستحقق نصرا دبلوماسيا عالميا، رغم تباين أهداف المتفاوضين، وستكون قادرة على تحقيق النجاح، والنصر الدبلوماسى، ويجب مساعدتها فى هذا الملف الدقيق، والمكسب، والنجاح سيكون للمنطقة ككل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى