هدف اليمين الإسرائيلى!

الأربعاء 18 من شعبان 1445 هــ
العدد 50122
لم تغير الحرب الروسية – الأوكرانية وحدها المنطقة من حولنا بقدر ما غيرتها حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة التى دخلت شهرها الخامس، وتدفعها إلى مزيد من التدهور.
إن من أهم مؤشرات ذلك أنه فى زمن الحرب تتوقف السياسة، بل الاقتصاد، ويقتصر الأمر على محاولات وقف الحرب، والإغاثة، ومن أهم، وأكثر الدول التى تحاول وقف الحرب مصر التى تعمل بجد على كل الجبهات لوقفها، وعدم انزلاقها إلى المتاهات التى يريدها اليمين الإسرائيلى المتطرف، وتقودها حكومة بنيامين نيتانياهو التى لن يسامحها أحد فى المنطقة، والعالم، وحتى داخل إسرائيل نفسها بسبب ما يحدث فى غزة، ومحيطها للمدنيين العزل، والأبرياء، والخسائر الضخمة التى مُنيت بها المنطقة فى هذه الحرب المشتعلة منذ ٧ أكتوبر حتى الآن، وبلا جدوى إلا لمصلحة المتطرفين، وإشاعة الكراهية لأقصى مدى، ولذلك أصبح واضحا للجميع هدف اليمين الإسرائيلى من هذه الحرب، وهو دفع الجميع إلى أُتونها بلا توقف، ولا يستفيد من ذلك إلا هذا اليمين المتطرف حتى لا يستطيع من هو قادر إنقاذ المنطقة من براثن الضياع، والحروب.
ولعلى هنا أقف أمام التغيرات التى تحدث فى السلطة الفلسطينية، واختيار حكومة جديدة، ولكن هذا لا يكفى، ومازلت أتطلع إلى أن كل الأطراف الفلسطينية يجب أن تبادر إلى الوحدة، والائتلاف، ومن أهمها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التى يجب أن ينضم جناحها السياسى إلى السلطة الفلسطينية فورا، فى محاولة جادة لإنقاذ غزة، ورفح، وخان يونس، وأن تبادر الأطراف الإقليمية المتدخلة فى هذه الحرب للمساعدة فى إتمام اتفاق الهدنة الجارى الآن، لأنه يعد فرصة لالتقاط الأنفاس، ومنع إسرائيل من اقتحام رفح فى ظل الضعف العالمى الراهن.
أعتقد أن الشرق الأوسط ليس فى اهتمامات المجتمع الدولى أمام الهجمة الإسرائيلية، والعنف الأمريكى، كما أن اليمين الاسرائيلى يهمه الآن الاندفاع إلى الحرب لجرجرة أطراف إقليمية، ومن هنا ينفذ نيتانياهو أجندة يخطط لها حتى لو أدى الأمر إلى انهيار كل دول الشرق الأوسط لإنقاذ نفسه، ولذلك فإن الحرب فى مصلحة نيتانياهو واليمين الإسرائيلى فقط.