2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصر.. ومستقبل الغاز

الخميس 26 من شعبان 1445 هــ
العدد 50130
أثمن، إلى حد كبير، اهتمام وزارة البترول، ووزيرها المهندس طارق الملا الذى شارك مؤخرا فى مؤتمر قادة الدول المصدرة للغاز بالجزائر، ممثلا للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث إن مصر وروسيا هما قطب الميزان فى هذه السلعة الحيوية حتى نهاية هذا العقد، وأن كل خبراء الطاقة الموثوقين يركزون على الطلب المتزايد للغاز الذى سيشهد ارتفاعا ٢٢٪ فى غضون عام ٢٠٥٠.

فى تصورى يظل الغاز رمانة الميزان فى الانتقال الطاقوى، ومسألة إزالة الكربون من الغاز الطبيعى بتوظيف التكنولوجيا المتطورة لتصبح الطاقة أكثر نظافة، خاصة فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء، والصناعات التى لها انبعاثات غازية كبيرة مثل الصلب، والأسمنت، والمواد الكيماوية، وقد نجح المنتدى الذى يضم كبار منتجى الغاز الطبيعى فى تكثيف التعاون، والحوار بشأن المسائل المتعلقة بالطاقة، وهو يضم ١٢ دولة تتقدمها مصر التى تلعب دورا كبيرا فى سوق ضبط الغاز فى العالم بحكم أنها منتج كبير، كما أنها تمثل منطقة البحر المتوسط وإفريقيا فى الغاز، وتملك خطا لأنابيب الغاز، ومن كبار مصنعى، ومصدرى الغاز المسال للعالم، فهى مركز الطاقة والغاز.

إن مصر تلعب دورا كبيرا فى معالجة مشكلات المنطقة العربية التى تواجه عدم الاستقرار السياسى، والأمن الذى يمثل عائقا أمام تدفق هذه الاستثمارات فى فلسطين، أو ليبيا، أو غيرهما، حيث إن هذا الدور هو المؤثر الكبير فى عدم زيادة الإنتاج إيجابيا مع الطلب المتنامى والمنافسة التى بات يفرضها الغاز الأمريكى المسال المصدر إلى أوروبا دون ضوابط سعرية محددة، حيث سيشكل ٢٠٢٤ عاما حاسما بالنسبة لقطاع الطاقة العالمى بشكل كامل، لأن الحرب الروسية- الأوكرانية التى اندلعت منذ عامين (٢٠٢٢) أحدثت ارتباكا فى الاستثمارات النفطية، وقطاع الطاقة بشكل عام، وجاءت حرب غزة لتسهم فى تعقيد المشهد العالمى للطاقة، لكن مصر دورها كبير فى تحفيز الشركات العالمية لمواجهة الخلل الهيكلى لقطاع الطاقة، وتخلق انطلاقة حقيقية، وفعالة لمستقبل الطاقة، بل إنها تدفع إفريقيا كلها فى هذا الاتجاه لتطوير البنية التحتية للغاز الطبيعى، وكيفية استغلال موارد القارة الضخمة نحو مستقبل أكثر ازدهارا، واستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى