جوتيريش فى الميزان

الثلاثاء 16 من رمضان 1445 هــ
العدد 50149
كانت صورة ما يحدث فى غزة واضحة أمام العالم فى الزيارة الثانية لأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لمعبر رفح منذ الحرب الإسرائيلية على غزة التى اندلعت منذ ٦ أشهر، فبشجاعة متناهية واجه الأمين العام المخلص، والشجاع إسرائيل وهو يتحدث أنه «يرى سباقا بين فرسان نهاية العالم الأربعة: الحرب، والمجاعة، والغزو، والموت».
لقد رد السياسى العالمى، والبرتغالى الأصل، الأمين العام التاسع للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش ( ٧٤ عاما) الاعتبار لمنظمته، ومؤسساتها (الأمم المتحدة) التى عجزت عن إيقاف الحرب، وإنقاذ الأطفال، والنساء الذين يموتون يوميا بأرقام قياسية ومدينتهم تهدمت على رءوس الملايين المشردين، والجوعى، ومجلس الأمن غير قادر على إصدار قرار وقف الحرب للانقسام الحاد بين أعضائه (أصحاب حق الفيتو)، وضغوط أمريكا التى لا تتوقف.
لقد صرخ جوتيريش أمام معبر رفح «الناس فى جميع أنحاء العالم غاضبون من الفظائع التى نشهدها فى غزة، والغالبية العظمى التى أمثلها سئِمت هذا الموقف، وليس قدرا أن نقف مكتوفى الأيدى، كما ارتقى الأمين العام للأمم المتحدة إلى أعلى مستوى للمعايير الأخلاقية، والنزاهة لرصده ما يحدث فى غزة، والتعبير عنه، والطرف الإسرائيلى وصل معه إلى الدرك الأسفل فى التعامل، ليس لأنه قال فى زيارته الكاشفة، بصراحة، وقوة، إن مصر تفتح معبر رفح بشكل متواصل، وتفعل ما عليها تجاه فلسطين، وإن الموقف المصرى جدير بالدعم، والإشادة، وإن ما لمسه من جهد مصرى، وإدارة عملية إيصال المساعدات على درجة عالية من الكفاءة- وإنما لأنه على الجانب الإسرائيلى هناك ٦ معابر مغلقة، ومع ذلك تعوق إسرائيل المعبر الوحيد (رفح) الذى كان مخصصا للأفراد ومصر جعلته مهيأ للشاحنات وقت الحرب، لكن إسرائيل تعوق هذا المعبر الذى ليس له بديل، فهو الطريق البرى الأكثر فعالية فى نقل البضائع الثقيلة.
إن جوتيريش فى ميزان التاريخ، والأخلاق، والقيم ارتقى إلى مكانة رفيعة، فكانت زيارته لمعبر رفح فى هذا الوقت رسالة خطيرة واعية بأهمية إيقاف حرب الاحتلال القذرة ضد المدنيين، والأبرياء، والأطفال الذين يموتون فى أسوأ كارثة إنسانية تُصنع بيد الإنسان.