تحرير سيناء دروس وعِبر!

الأحد 19 من شوال 1445 هــ
العدد 50182
كثير من الكتاب العرب يكتب عن خروج مصر من الصراع العربى- الإسرائيلى ما بين ١٩٧٧و١٩٧٩، وهذا لم يحدث على الإطلاق، فمازال المصريون منخرطين فى الصراع إلى أقصى حد ممكن، أو ما يسمح به العقل، والمعرفة لتحقيق النصر، والخروج بما يحقق أهداف العرب فى هذا العالم الصعب، والمعقد.إن السياسة فيها (الحرب والسلام) معا، وقد علمتنا دروسها فى ١٩٤8و١٩٥٦و١٩٦٧و١٩٧٣, أن الدول التى تملك مؤسسات عاقلة، وقوة فاعلة تلجأ إلى الدهاء، والحكمة من أجل تجنب الخسائر، والكوارث على شعوبها، وهذا ما تفعله مصر، وقد كانت فرصة ليجدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ذكرى مرور ٤٢ عاما على تحرير سيناء، ملحمة المصريين فى هذا الإطار، حيث قاد، ويقود المرحلة الراهنة باقتدار، وقوة تعبر عن المصريين، وتستحق أن تكون عنوانا لنا، مما يجعلنا نفخر، ونعتز بما حققناه، والذى فاق الوصف، فقد استطاع اجتياز حقبة سيطرة الإرهابيين على سيناء فى معركة ضارية دفع فيها المصريون دماء عزيزة، وأموالا غزيرة للتخلص من عقبة تسلطهم عبر الاستفادة من ثغرة غياب القوة العسكرية عن بعض مناطقها بعد اتفاقيات السلام مع إسرائيل، لكن جيشنا الباسل عاد بقوة إلى قلب سيناء، وحررها باقتدار، ثم انتقل إلى مرحلة جديدة فى الإطار نفسه، وهى تعميرها، ثم جاءت المرحلة الراهنة التى يقود فيها رئيسنا المعركة السياسية التى بها عناصر كثيرة لحماية الفلسطينيين، وإغاثة غزة، ووقف العدوان الإسرائيلى على أهلها، وسوف يحقق فيها النصر، لأن الحق معه، وحليفه. أعتقد أن تحرير سيناء كله عبرة للمصريين، والعرب، حيث رفض المصريون الاحتلال، ودخلوا فور الهزيمة فى حرب الألف يوم (حرب الاستنزاف) التى استمرت حتى دخلت على المدن، والقرى، أى حرب المدنيين، ثم دخلنا فى الاستعداد للتحرير، والعبور بالجيش البطل الذى هزم الهزيمة، وأسقط خط بارليف، ولقن العدو دروسا فى أساليب الدفاع عن الوطن. ثم دخلنا فى حرب سياسية نحتاج أن نتعلمها جميعا، لأنها تعكس قدرة الأوطان صاحبة الحضارات القديمة ـ مثل مصرـ على استرداد حقها، والاعتراف بحدودها، والانتصار العسكرى، والسياسى.