2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رفح.. قضية عالمية

الأثنين 20 من شوال 1445 هــ
العدد 50183
أكثر ما يشغلنا الآن هو إيقاف الحرب، أو العدوان على رفح، فهى جزء حساس من مستقبل منطقتنا، إن لم يكن الأخطر، حيث يترقب جنوب غزة ٤ محاولات سياسية جادة على المستوى الإقليمى، والعالمى، أولاها: مباحثات الهدنة الجارية فى عواصم كثيرة، وتقودها القاهرة، باقتدار، بين الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس، وأطراف أخرى، والثانية: اجتماع اللجنة السداسية العربية فى الرياض مع أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، وهو تطور مهم من شأنه فك ألغام المنطقة، وحلها نهائيا، والثالثة: دخول الصين على الخط، والذى نرحب به جديا، ونطالبها بمزيد من الانخراط فى هذا الصراع الدامى الذى يهدد العالم، فهى دولة عظمى، وكبرى، ودخولها على خط الصراع فى الشرق الأوسط سيكون إيجابيا من نواحٍ عديدة، لأن مصلحتها تحقيق الاستقرار العالمى، واختيارها أن ترعى اجتماعا بين ممثلى حماس، وفتح عمل إيجابى جدا، لأن تعاون الفلسطينيين بداية للحل، ونتطلع من قلوبنا أن تنجح الصين فى معالجة الخلافات الفلسطينية، فهذا ليس سباقا بين الدول، من ينجح، ومن يفشل، ولكن يجب التجاوب، والتعاون العالمى من صاحب الدور الأكبر، أو غيره، لأن مصلحتنا جميعا إنقاذ العالم، وهذه منطقة حساسة فى نظر العالم كله، وبين كل الأديان، ومشكلاتها معقدة جدا، وتحتاج من كل صاحب فكرة، أو قوة، أو حتى ضمير إنسانى، أن يستخدمها بذكاء لحل مشكلات، وحروب الشرق الأوسط المعقدة جدا، حيث كشفت معركة غزة عن خطورة عدم الحل، والرابعة: صدور بيان أمريكى، برئاسة بايدن، و١٧ دولة غربية حليفة له، يطالب بإيقاف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وهو بيان لا يقلل أحد من شأنه على الإطلاق، فهو يجبر نيتانياهو على انتظار مسعى هذه الدول الحليفة، والمؤثرة عالميا، قبل إعطاء الضوء لجريمته المقبلة فى رفح التى تهدد الاستقرار الهش لهذه المنطقة الصعبة، والدقيقة فى عالمنا كله.

وأخيرا، فإن كل ذلك يجرى فى مناخ عالمى متغير استيقظت فيه الجامعات، وطلاب الغرب فى أمريكا، وأوروبا، بل الشعوب، والسياسيون فى الغرب، وفى كل مكان يطالبون حكوماتهم بإيقاف العدوان على غزة، وهو ما يجعلنا نقول إن غزة عموما، ورفح خصوصا، أضحت قضية عالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى